[قدم العالم وتسلسل الحوادث بين شيخ الإسلام ابن تيمية والفلاسفة مع بيان من أخطأ في المسألة من السابقين والمعاصرين]
المؤلف/ المشرف:كاملة الكواري
المحقق/ المترجم:بدون
الناشر:دار أسامة - عمان ̈الأولى
سنة الطبع:٢٠٠١م
تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج
تصنيف فرعي:قدم العالم
الخاتمة
بعد أن وصلنا إلى نهاية المطاف في هذا البحث نختم الكلام عليه بما يلي:
١ - إن هذه المسألة هي من المباحث العويصة والصعبة حتى قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (١/ ٢٩٩) وذلك بعد الكلام على مسألة قدم العالم وتسلسل الحوادث قال: ويدخل في ذلك الكلام في حدوث العالم والكلام في كلام الله وأفعاله، والكلام في هذين الأصلين من محارات العقول.
وقال في المنهاج (١/ ٢١٢): فلا نبسطه في هذا الموضع إذ لا حاجة بنا إليه وهو من الكلام المذموم ا. هـ.
وقال في موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول (١/ ٢٧٥):
فمن تدبر هذه الحقائق، وتبين له ما فيها من الاشتباه والالتباس: تبين له محارات أكابر النظار في هذه المهامه التي تحار فيها الأبصار، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ا. هـ.
وإنما خاص شيخ الإسلام في ذلك ليبين خطأ وضلال المخالفين للرسل ولأئمة المسلمين ولهذا يقول ابن القيم في النونية:
هذي نهايات لإقدام الورى ... فمن الذي يأتي بفتح بين
فالله يجزيه الذي هو أهله ... في ذا المقام الضيق الأعطان
ينجي الورى من غمرة الحيران ... من جنة المأوى مع الرضوان
أي أن آراء الفلاسفة والمتكلمين في هذه المسألة هي غاية ما وصلت إليه عقول الورى في هذا المقام الذي هو مزلة الأقدام ومضلة الأفهام فمن ذا يستطيع أن يأتي فيه بحكم بين وقول فصل ينجي به الناس من هذه الحيرة الغامرة ويكون له عند الله ما هو له أهل من جنة ورضوان ا. هـ من شرح الهراس.
وقد صدق الإمام ابن القيم بوصف هذا المقام بأنه مقام عطن وإذا كان العطن ضيقاً لزم الضيق والتعب.
أن البحث في هذه المسألة من فضول العلم فلو مات الإنسان من غير بحث فيه لما كان آثماً إلا إذا خشي من عدم المعرفة أن يعتقد في الله نقصاً فإنه يجب عليه أن يحقق كما قال الشيخ العثيمين رحمه الله لكن إذا أثيرت الشبهة وجب الدفاع بالعلم والعدل كما هو الحال الآن فهي مثارة مقدرة في كثير من المناهج الدراسية فضلاً عن غيرها.
يجب الاعتقاد قطعاً بأن كل ما سوى الله حادث مخلوق وما تم قديم أزلي إلا الله وحده كما صرح شيخ الإسلام بذلك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.