للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[منهج الإمام ابن القيم في شرح أسماء الله الحسنى]

المؤلف/ المشرف:مشرف بن علي الغامدي

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:دار ابن الجوزي - الدمام ̈الأولى

سنة الطبع:١٤٢٦هـ

تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج

تصنيف فرعي:دراسات توثيقية ومنهجية

خاتمة كتاب منهج ابن القيم في شرح أسماء الله

الحمد لله على ما مَنَّ به علي من إتمام هذا البحث، وجمع شتات قضاياه ومسائله، والتنقيب عنها في بطون مؤلفات الإمام ابن القيم وغيره من العلماء الذين كتبوا في أسماء الله الحسنى، وقد كان من توفيق الله تعالى أن توصلت من خلال هذه الدراسة إلى بعض النتائج التي تبين منهج الإمام ابن القيم - رحمه الله – في مسألة الأسماء الحسنى، فأوجزتُها فيما يلي:

أولاً: أن منهج ابن القيم في أسماء الله وصفاته هو منهج أهل السنة والجماعة، وأنه يعتمد على الكتاب والسنة وإجماع السلف، ويرد على كل قول يخالفها.

ثانياً: يلتزم الإمام ابن القيم طريقة أهل السنة والجماعة في الكف عن مسألة الاسم والمسمى وذلك لعدة أمور:

١ - أنها مسألة حادثة لم يرد فيها دليل من الكتاب والسنة.

٢ - الكلام فيها مجمل يحتاج إلى تخصيص وتقييد.

٣ - تحتمل معنيين حق وباطل.

٤ - مسألة قليلة الفائدة، نشأت نتيجة الخلاف مع المعتزلة في عصر الإمام أحمد - رحمه الله -.

ثالثاً: قرر الإمام ابن القيم مذهب أهل السنة والجماعة في مجموعة من مسائل الأسماء الحسنى وعرض لها عرضاً واضحاً فكانت على النحو التالي:

١. أن الأسماء الحسنى توقيفية لا تؤخذ من غير النصوص الشرعية الثابتة.

٢. أن أسماء الله الحسنى يفضل بعضها بعضاً بحسب ما رود في النصوص، وليس معنى هذا التفاضل أن المفضول يوهم نقصاً؛ لأن أسماء الله حسنى بالغة الحُسن، ولأن كل أسماء الله فاضلة.

٣. أن أسماء الله غير محصورة بعدد معين، ولم يصح حديث في تعيين الأسماء الواردة ذكرها من حديث أبي هريرة وغيره، كما رأينا ذلك من خلال الدراسة.

٤. أسماء الله تعالى كاملة الحُسن، وليس فيها ما يتضمن الشر.

٥. إنَّ الاسم من أسماء الله تعالى له ثلاثة أركان: الإيمان بالاسم، وبما دل عليه من معنى، وبما تعلق به من أثر.

٦. المراد بإحصاء الأسماء الحسنى هو اجتماع ثلاثة أمور لها: إحصاء ألفاظها وعددها، وفهم معانيها ومدلولها، ودعاء الله سبحانه وتعالى بها.

٧. جواز دخول الاشتقاق في أسماء الله تعالى ولكن بضوابطه المعتبرة.

٨. عدم جواز القياس في باب أسماء الله وصفاته، بخلاف ما عليه المتكلمون.

رابعاً: اتضح لنا من خلال هذه الدراسة أن الإمام ابن القيم له انفرادات مشكورة ربما لم يُسبق إليها، وقد تجلَّت في معاني أسماء الله تعالى وما ترتب عليها من الآثار الإيمانية.

وبعد، فإنه يمكن القول بأن الإمام ابن القيم - رحمه الله –كان أحد حاملي لواء العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة، وأنه أحد المحققين الذين نفع بجهودهم فأصبحوا من المرجعيات الهامة لعلماء الأمة، فرحم الله ابن القيم، وعفا عنه، ورفع درجته في العالمين، وجمعنا وإياهُ في مستقر رحمته، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>