للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من أصول السنة – ضوابط في التكفير، بدعة التوقف والحكم بغير ما أنزل الله]

المؤلف/ المشرف:مجدي بن حمدي بن أحمد

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:بدون ̈الأولى

سنة الطبع:١٤٢١هـ

تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج

تصنيف فرعي:التكفير - ضوابط وشروط

الخلاصة: إن المنهج العقلي في الاستدلال على مسائل الكفر والإيمان، هو أصل الابتداع في القديم والحديث، وهذا قول الإمام أحمد - رحمه الله -: "وإنما استعملت الأمة السنة من النبي صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه إلا من دفع ذلك من أهل البدع والخوارج وما يشابههم، فقد رأيت إلى ما قد خرجوا إليه. اهـ.

فمادة البدعة واحدة، وأصلها الذي يغذيها تلك المعارضة للسنن بالعقل "تقديم العقل على النقل". وقد خرج أهل التوقف إلى معاني مستبشعة قد سبق بيانها ونعيدها إجمالاً:

الأول: ربط قضية الأحكام التي تطرأ على دور أهل الصلاة بتغيير وصف ساكنيها تخريجاً على مذهبين:

مذهب البيهسية من الخوارج: وقد تقدم قولهم "إذا كفر الإمام كفرت الرعية".

مذهب الواقفة من الخوارج: وقد تقدم قول أبي الحسن في وصف قول الضحاكية من الواقفة: "واختلف هؤلاء في أهل دار الكفر عندهم فمنهم من قال: هم عندنا كفار إلا من عرفنا إيمانه بعينه. ومنهم من قال هم أهل دار خلط فلا نتولى إلا من عرفنا فيه إسلاماً ونقف فيمن لم نعرف إسلامه" اهـ.

وهذا القول الأخير قول الواقفة في عصرنا، والمعروفين بجماعة التوقف والتبين، وقد تقدم قول منظرهم عبد المجيد الشاذلي، وتقدمت الإشارة إلى تقسيمه الثلاثي المبتدع المشئوم.

الثاني: إبطال دلالة الشهادتين وحدهما بل وسائر مباني الإسلام على الحكم بالإسلام الظاهر للمعين، وإن لم يتلبس بناقض، وهذا جوهر قضية التوقف.

الثالث: اشتراط حد أدنى للإسلام الظاهر اختلف أهل التوقف فيما بينهم في تحديده، ويلزم من هذا الاختلاف تكفير بعضهم بعضاً.

الرابع: اتفق أهل التوقف على اشتراط "ظهور الرد على من يحكم بغير ما أنزل الله" كشرط لصحة الإسلام الظاهر للمعين، أو أن يظهر أنه مكره قد وقع عليه من الإكراه ما يمنعه من إظهار الرد، فإما "ظهور الرد أو ظهور المانع منه" ولو كان لهؤلاء شيء من الإنصاف لجعلوا من الإكراه شيئاً مفترضاً، لما في الشهادتين من دلالة على صحة الإسلام الظاهر ومن ثم يحكمون بالإسلام لساكني الدار، ما لم يتلبس أحدهم بمشايعة ومناصرة هؤلاء الحاكمين بغير ما أنزل الله، على الوجه المكفر كما تقدم.

الخامس: وجميع أهل التوقف لا يتصورون الجهل بمعنى اسم الله "الحكم" فيتفقون أنه من الحد الأدنى للإسلام الذي لا يسع أحد الجهل به، ويلزم من هذا سحب أحكام جائرة بالكفر على قرون طويلة.

السادس: وجنس أهل البدع يعتمد الكذب والتدليس على سلف الأمة وعلمائها. وما علمت حتى الآن أكلح وجهاً في هذا من هؤلاء.

نسأل الله العافية وسلامة المعتقد، ونعوذ بالله من الخذلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله

<<  <  ج: ص:  >  >>