[مسألة الإيمان في كفتي الميزان]
المؤلف/ المشرف:عبدالإله يوسف اليوبي
المحقق/ المترجم:بدون
الناشر:دار المأمون - الأردن ̈الأولى
سنة الطبع:١٤٢٧هـ
تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج
تصنيف فرعي:إيمان - حقيقته وأصوله - شاملة ومنوعة
الخاتمة
يقول المولى سبحانه وتعالى: {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} [الشورى] فلقد بغت علينا طائفة المرجئة الجدد،
المحتبية في ثوب زور؛ المدخلية والحلبية الأثرية والعنبرية الخبيثة، التي جرحت علماءنا وجهابذتنا والجرح بهم أولى وهم المرجئة الفاسدة ذات السلعة الكاسدة.
" وهذا هو حال أهل البدع المخالفة للكتاب والسنة فإنهم إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس، ففيهم جهل وظلم " [منهاج السنة النبوية ١/ ٢٠ لابن تيمية].
فوجب علينا الانتصار وعقيدة أهل السنة والجماعة، أي السلفية الشرعية الانتصار بعد البغي، ولا يجوز الإعفاء بعد القدرة والقوة والصولة على الباغي، أما الإعفاء قبل ذلك، فهو إعفاء عن ذل واستكانة، وليس ذلك من عقيدة أهل السنة والجماعة في شيء، وإنما هو عقيدة الذين لا تستطيع أن تلحقهم بمراتب الرجال، أي المرجئة الذليلة المهينة.
فمن سمات أهل السنة والجماعة؛ السلفية الشرعية، الانتصار في الميدانين، ميدان العلم بالحجة والبيان، وميدان الفروسية بالسيف والسنان، وما سطرناه سببه البغي بالكذب والافتراء على من نحن وخصومنا عيال علومهم المبثوثة في كتبهم، التي جعل الله لها القبول في الأرض، مثل ابن تيمية وتلميذه ومحمد بن عبد الوهاب، وأولاده وتلامذته الذين سلكوا نفس النهج، وسليمان بن سمحان وعبد اللطيف آل الشيخ، وابنه محمد بن إبراهيم، والسعدي والشنقيطي وابن باز، والسلفي القح في الأصول المبرأ من التعصب ابن عثيمين، وعبد العزيز آل الشيخ وابن جبرين، والفوزان، وعبد العزيز بن عبد الله الراجحي، و ..... والعلامة الجهبذ المنافح على ثغر العقيدة بكر بن عبدالله أبو زيد، والعلامة المحقق محمد بن إبراهيم شقرة أبو مالك، فهو أحد الذين لأجلهم انتصرنا وطالبنا المبارزة في الميدان، فكان ما كتبنا هو الذي استقر بعد ما انجلى غبار الميدان، فله أسأل سبحانه وتعالى أن تكون هذه العصارة من النفع الذي يمكث في الأرض.
أما البغاة فهم طائفتان:
ـ طائفة مخانيث الجهمية: فهذه نارها غير مؤججة لأنها أخمدت من زمن بعيد على أيدي أتباع الرسل مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه و ... والمعلمي و ... رحمهم الله تعالى.
ـ أما الثانية: فهي طائفة المرجئة الجدد: في أخطر من التي قبلها لأنها جعلت معتقد السلف شعارا والإرجاء دثارا، فاستشكل أمرها والتبس على العامة وطلاب العلم قليلي الخبرة، والسبب أن في هذه الطائفة توجهان.
ـ توجه جهل المراد لما سبق إلى ذهنه من أصول واهية في مسائل الإيمان، طلب لها مستنكر التأويلات ببضاعة مزجاة في دعامة الدين أي مسألة الإيمان، وهذا يمثله العلامة المحدث الألباني رحمه الله ولقد ظهر ذلك جليا في شبهاته.
ـ أما الوجه الثاني: فلقد عرف المراد وأيقنه، فذهب مذهب البتر والتحريف ليلحد في المراد، وهذا يمثله ربيع بن هادي المدخلي المرجئ وابنه المحرف الذي أضاف كلمة " صلاة" في كتاب " الحجة في بيان المحجة" ليمرر بدعته، ولقد فضحه الشيخ الفاضل محمد بن محمود أبو رحيم، وعلي حسن حلبي المرجئ أثري الزرقاء، وخالد علي العنبري الجهمي الضال ومن قدم له.
يقول العلامة الجهبذ بكر بن عبدالله أبو زيد: "وما زالت ثائرة أهل الأهواء توظف هذه المكيدة في ثلب علماء الأمة فقد لجوا في الحط على شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ لأنه عمدة في القرون المتأخرة لإحياء منهج السلف.