للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أساليب الدعوة الإسلامية المعاصرة]

المؤلف/ المشرف:حمد بن ناصر العمار

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:دار إشبيليا ̈الأولى

سنة الطبع:١٤١٦هـ

تصنيف رئيس:دعوة ودعاة

تصنيف فرعي:دعوة - وسائلها وطرق التأثير

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، والشكر له سبحانه على توفيقه لي بأن ذلّل لي جميع العقبات، حيث منّ عليّ فأتيت على جميع مفردات خطة البحث التي رسمتها للكتابة فيه.

ونعم الله عليّ عظيمة كثيرة، فأسأله سبحانه أن يوفقني إلى شكرها، والعمل بمقتضاها ?ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ، وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين (.

فمن نعم الله سبحانه:

أـ نعمة الإيجاد.

ب ـ نعمة الإمداد.

ج ـ نعمة الهداية.

فالله سبحانه تفضّل عليّ بنعمة الإيجاد والإمداد، وأرجو أن أكون ممّن تُفضِّل عليه بنعمة الهداية بقسميها، وأن يثبتني على طريق الاستقامة إلى أن ألقى الله سبحانه.

وإنّ من المناسب هنا أن أذكر أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث وهي كما يلي:

١ـ أنّ حياة الأمة ـ الحياة الحقيقية ـ في قيامها بواجب الدعوة إلى الإسلام.

٢ـ أنّ نجاح الدعوة الإسلامية يكون غلباً إذا أُخذ بالأساليب الدعوية المعاصرة للمدعو.

٣ـ أنّ أساليب الدعوة الإسلامية ليست قضيَّة يجب الوقوف عندها، ويمتنع الأخذ بغيرها، بينما هي من المجالات المتاحة للداعية، يختار منها ويبتكر ما يناسب مدعوّه، بشرط عدم اصطدامها بقاعدة شرعيّة ثابتة.

٤ـ أنّ من أهمّ الأساليب الدعويّة المعاصرة ما يلي:

أـ إثبات القضايا الرئيسة مثل وجود الله، وإثبات نبوّة نبيّنا محمد e، وإثبات صحة رسالة الإسلام.

ب ـ العناية بالبناء قبل الهدم مع المدعو، فإنّ حرص الداعية على هدم الباطل الذي يقيم عليه المدعو لربّما كان حائلاً تجاه قبول البناء والحقّ.

ج ـ ضرورة لفت نظر المدعو إلى قدرة الله سبحانه في بعض المخلوقات مثل خلق الإنسان وخاصة الجنين، وخلق الحيوان، وخلق النبات، وبعض مظاهر الكون، لما في ذلك من أثر إيجابي في نفسيّة المدعو.

د ـ ضرورة أن يكون النقد للباطل متكاملاً، فلا يعنى بظاهر الباطل دون جذره وأصله، فمثلاً حينما تُنقد الحضارة الغربيّة ينبغي أن تُنقد في قيمها وأفكارها، وأن تنقد في أخلاقها ورسالتها للناس.

هـ الموضوعيّة في عرض الدعوة، فينبغي ذكر الحقّ وماله من مزايا وفضل، وذكر الباطل، وماله وما عليه، ثم تعقد موازنه فيما بين الأمرين حتى يتبيّن بروز الحق وتفوّقه، وخذلان الباطل وسفالته، مثل:

الموازنة بين الدين الإسلامي الصحيح، والأديان التي يتبناها اليهود والنصارى في وقتنا الراهن والمعاصر، وما للأمرين من حسنات وسيئات، ومثل الموازنة بين بعض الأنظمة الاقتصادية المعاصرة مثل نظام الاقتصاد الشيوعي ونظام الاقتصاد الرأسمالي وموازنتها بنظام الاقتصاد الإسلامي، وكيف أنّ كلاً من النظامين السابقين لهما إيجابيات، لكن عليهما سلبيات كبيرة وكثيرة علت إيجابياتهما، بينما جمع نظام الاقتصاد الإسلامي أفضل ما عند الطرفين، وتجنّب سلبياتهما ومثالبهما، ومثل الموازنة بين التفاضل بين بني الإنسان، ففي المذاهب الوضعيّة يفضّل الإنسان بجنسه، أو بدمه، أو عرقه، أو لونه، أو مركزه، أو شرفه، أو ماله... إلخ. بينما جعل الإسلام معيار التفاضل تحقّق أكبر قدر من تقوى الله ومراقبته.

٥ـ ينبغي تنبّه الداعية إلى ضرورة استعمال لغة العصر في المنهج:

من حيث مراعاة سنة التدرّج، وأنّ هذه المسألة لم تنته في جميع صورها، فينبغي أن يبدأ مع المدعو إلى الإسلام حديثاً بالرفق، وأن يدعي إلى الأصول أولاً وأن تُرَتّب له الأولويات، وغيرها يأتي بالتّبع، كما ينبغي على الداعية الفقيه الابتعاد عن توجّه بعض الدعاة اليوم من تبنّي:

<<  <  ج: ص:  >  >>