وفي ختام بحثي هذا تبين لنا بجلاء أن علمائنا رحمهم الله تعالى قد ورثوا لنا ثروة فقهية ضخمة تناولت شتى الموضوعات وتطرقت لجميع الأمور التي يحتاج إليها الإنسان في حياته وحتى بعد مماته، كما يتضح لنا أهمية موضوع صوم الشيوخ المسنين وإن الحاجة ماسة لبحثه مع إرداف البحث الفقهي بنظرة طبية شاملة، تلم الموضوع وتجعله متكاملا من الناحية الفقيهة والطبية. وإليك أيها القارئ الكريم أهم النتائج التي توصلت إليها:
١ـ الشيخ المسن هو الذي انتهى شبابه وطعن في السن بحيث يعجز عن الأداء بسبب الكبر فلا يرجى له عودة القوة
٢ـ اتفق الفقهاء على جواز الفطر للشيخ المسن إذا عجز عن الصيام عجزا مستمرا بحيث يلحقه بالصوم مشقة شديدة
٣ـ المشقة الشديدة التي تبيح للشيخ المسن الفطر ترجع إلى العادة وإلى طبيعة الشخص، ولذا يترك في تقديرها للشيخ المسن نفسه
ولا مانع من أن يحدد الطبيب المسلم الثقة إمكانية الصوم للشيخ المسن من عدمه عند دراسة حال جسم الشيخ المسن.
٤ـ تجب الفدية على الشيخ المسن إذا عجز عن الصيام عجزا مستمرا
٥ـ مقدار الفدية الواجبة هو مد من الطعام من جنس صدقة الفطر.
٦ـ الشيخ المسن العاجز عن الصيام إذا قدر عليه وقد أخرج الفدية فلا يلزمه القضاء وإن لم يخرج فعليه القضاء
٧ـ الصوم عن الشيخ المسن حال حياته لا يصح وأما بعد مماته فالمتجه هو عدم الصيام عنه لسقوط طلب الصيام عنه وإنما الواجب هو الفدية لا غير
هذا وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.