للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قضايا اللهو والترفيه بين الحاجة النفسية والضوابط الشرعية]

المؤلف/ المشرف:مادون رشيد

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:دار طيبة - الرياض ̈الأولى

سنة الطبع:١٤١٩هـ

تصنيف رئيس:فقه

تصنيف فرعي:سبق ولهو

الخاتمة

وتشتمل على أهم نتائج البحث وهي كالآتي:

١ - إن العواقب الوخيمة لوقت الفراغ في حياة المسلمين أخطر من نظيرتها في المجتمعات الغربية، بالنظر إلى موقع الأمة المهزوز سياسياً واقتصادياً في عقد المنظومة الدولية العالمية.

٢ – إن ظاهرة تناول المخدرات لدليل قاطع على مدى خطورة نتائج غياب التخطيط الحكيم والمسؤول لوقت الفراغ في مجتمعاتنا التي ترفع شعار الإسلام وتنادي به ديناً وعقيدة.

٣ – من نتائج اهتمامات العالم الغربي الجادة بوقت الفراغ ظهور علم اجتماع الفراغ الذي يعني بالأوقات الحرة للإنسان وكيفية التعامل معها ...

٤ – إن العمر الإنساني ليس ملكاً للإنسان، وإنما هو ملك لله استخلف فيه الإنسان ليوظفه في النهج الذي أمر به وربطه بسر وجود هذا الكون.

٥ – الإسلام يقوِّم عمر الإنسان في هذه الحياة الدنيا بأنه أسمى وأغلى من أن تضيع فقراته بين لهو عابث سخيف لا قيمة له، ولعب باطل لا يأتي من ورائه بمنفعة دنيوية طيبة ولا أخروية نبيلة.

٦ – الإسلام يرفض المفاهيم الغربية لوقت الفراغ التي تقر للإنسان بملكية حقيقية لعمره؛ وبالتالي تمنحه حق تصريفه حسب رغبته وهواه.

٧ – وقت الفراغ في المنظور الإسلامي هو الوقت الذي ينتهي فيه العبد من عمل الواجبات ويستعد فيه لمزاولة ما يختاره من ألوان المندوبات.

٨ - حرص الإسلام على شغل أوقات الفراغ بالعمل النافع المثمر، الذي يعين الإنسان على الطريق إلى الله منذ استيقاظه إلى منامه.

٩ - اللهو واللعب في سياقات القرآن والسنة يتردد معناهما بين العبث وغير الجد من جهة والأعمال التي تترتب عليها فوائد ومقاصد معتبرة – وإن كانت في صورتها وشكلها من المعنى الأول – من جهة أخرى، والذي يحدد المعنى المراد منهما القرائن الواردة في السياق المذكورين فيه.

١٠ - الترفيه والترويح يراد بهما لغة: (إدخال السرور على النفس والتنفيس عنها وتجديد نشاطها).

١١ - حرصت القوى المناهضة للأمة الإسلامية على توظيف اللهو والترفيه في اتجاه تكريس هيمنتها وقطع الطريق على الصحوة الإسلامية في سعيها الحثيث لإنقاذ الشباب من براثن الانحراف ومخالب الضياع والتسيب.

١٢ - انطلاقاً من واقعيته وشموليته وتوازن أحكامه واعتدال تشريعاته، أقر الإسلام بحق النفس والبدن في أخذ نصيبهما من الراحة والاستجمام.

١٣ – ثبت ثبوتاً قطعياً أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قد مارسوا ألواناً من الترويح واللهو البريء.

١٤ – اللهو المباح في الإسلام ما كان ملتزماً بالضوابط الآتية:

أ – عدم ورود نص بتحريمه.

ب – خلوه من المحرمات، وعدم إفضائه إليها. وفي مقدمتها:

- الصد عن أداء الواجبات الشرعية.

- الاعتداء على حرمة أو حق من حقوق الغير.

- حدوث إسراف أو تبذير في أي مجال مالي.

- لحوق تعذيب أو قسوة بالحيوان.

- الإساءة إلى البيئة عموماً.

- الكذب وتزييف الحقائق.

- إشاعة المفاسد والمنكرات.

- إثارة العداوة والبغضاء والصراعات.

- إثارة العصبية لشعار أو بلدة أو منطقة أو نسب.

ج – أن يزاول في ظروف وأجواء إسلامية:

فيحرم في مثل الأجواء الآتية:

الاختلاط المشبوه بين الجنسين.

تناول المحرمات: دخان – ومخدرات – وخمور.

ممارسته تحت وقع التقاسيم الموسيقية والأصوات الغنائية.

في حالات عدم القدرة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

د - بعده عن مجالات التخمين والحظ.

١٥ - اللهو المندوب والمستحب في الإسلام ما كان منضبطاً بالضوابط السابقة وحقق مقصداً من مقاصد الشريعة ومبدأ من مبادئها العامة، ومن قبيل ذلك:

- تأليف قلوب الناس على الإٍسلام.

- التلطف مع الناس في سبيل ربطهم بأعمال جادة وهادفة.

- إعداد القوة والعدة لمواجهة التحديات عسكرية كانت أو مدنية.

- تمتين العلاقات والروابط بين أفراد المجتمع الإسلامي.

- إعلام الناس بسماحة الإسلام ويسر تكاليفه.

- مضايقة الجاهلية ومحاصرتها بطرح البديل الإسلامي وإظهار سموه ورفعته عن المجتمع الجاهلي.

- تجديد الإيمان وإحياؤه عن طريق العبرة والاتعاظ.

- تقوية العلاقات الأسرية بين أفراد الأسرة.

١٦ - تجوز المسابقة بالمال في الإسلام في كل مجال يساهم في تعزيز الصرح الإسلامي عسكرياً وعلمياً وحضارياً.

١٧ - لا تجوز المسابقة بالمال في كل لهو أو رياضة لا تحقق الأهداف السابقة فيما يجوز فيه المسابقة بالمال.

وأخيراً فلست أزعم الكمال والإحاطة بالموضوع بحثاً ودراسة ولكن حسبي أني بذلت جهداً يشهد له هذا الكتاب، وما كان فيه صواباً فهو من الله، وما كان خطأ فهو مني ومن الشيطان والله ورسوله براء.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>