خاتمة: إن علماء السلف من أشد الناس إثباتاً لصفات الله تعالى التي أثبتها لنفسه وأثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم وكذلك في مسائل الإيمان والقدر، وأشدهم مجانبة لتأويل الصفات وليِّ عنق الأحاديث الواردة في العقيدة. فإن وجد المطالع لكتبهم غير ذلك، فإنه لأحد الأسباب التالية:
١ - عدم ثبوت النص الشرعي عنده وعدم صحته.
٢ - أن يكون الموضع موضع اختصار، بينما فصل في موضع آخر وأثبت ما كان عليه السلف الصالح.
٣ - عدم دلالة النص دلالة واضحة على المسألة.
٤ - التعارض الظاهر بين النصوص، فيضطر إلى القول بأحدها.
٥ - براءته مما نسب إليه.
٦ - أن يكون النزاع نزاعاً لفظياً، بينما هو موافق لسلف الأمة في حقيقة الأمر.
لذا لا يحل الاستعجال والحكم على علماء الأمة بأنهم خالفوا المنهج والعقيدة السلفية الصافية، وإلا فإنه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ٦/ ٣٧٨:(أساء الأدب على السلف، إذ يذكر عنهم ما يضعفه، وأظهر للناس أن السلف كانوا يتأولون ليحتج بذلك على التأويل في الجملة) اهـ