[مظاهر الأخطاء في التكفير والتفسيق أسباب ذلك وعلاجه]
المؤلف/ المشرف:صالح بن غانم السدلان
المحقق/ المترجم:بدون
الناشر:دار بلنسية - الرياض ̈الأولى
سنة الطبع:١٤١٨هـ
تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج
تصنيف فرعي:التكفير - ضوابط وشروط
إن مسألة التكفير والتفسيق من أهم المسائل وأكثرها خطورة في أبواب العقائد، فلا بد من إعطاء تصور تام وفهم شامل لهذه المسألة؛ إذ أن التصور الناقص والفهم القاصر لهذه المسألة يؤدي إلى الوقوع في طرفي نقيض:
- فإما غلو في التكفير والتفسيق كحال الخوارج.
– وإما تمييع وتذويب لمسألة التكفير والتفسيق كما هو حال المرجئة.
كما تظهر أهمية هذه المسألة فيما يترتب عليها من النتائج والآثار الخطيرة في كلا الدارين الدنيا والآخرة، كاستباحة الدماء واستحلال الأموال وغير ذلك مما جاء مفصلاً في كتب الفقه في باب أحكام المرتد، والحكم بالتخليد في النار ... إلخ. لهذا: كان الحكم على إنسان ما بالكفر أو الفسق حكم خطير له آثاره العظيمة؛ فلا يجوز لمسلم أن يقدم عليه إلا ببرهان واضح ودليل ساطع؛ لأنه حكم شرعي مضبوط بضوابط معلومة من نصوص الكتاب والسنة؛ فلا يصار إليه بمجرد الهوى والجهل، فإن من ادعى دعوى وأطلق فيها عنان الجهل أو الهوى مخالفاً ما أجمع عليه أهل العلم ثم مع مخالفتهم يريد أن يكفر ويفسق من لم يوافقه عليها فهذا من أعظم ما يفعله كل جهول لأن مما يختلف عليه أن أصل الإيمان والكفر محلهما القلب ولا يطلع على ما في القلوب إلى الله سبحانه وتعالى يقول عز وجل:{إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم}[النحل: ١٠٦].
إن الحقيقة التي لا يرتاب فيها أي منصف، أننا في هذه البلاد المباركة "في المملكة العربية السعودية" قد أتى علينا حين من الدهر ونحن نحمل مشعل الدعوة السلفية ونرفع راية التوحيد الخالص وندعو إليه ونحميه بالنفس والنفيس.