للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السلفية وأعلامها في موريتانيا (شنقيط)]

المؤلف/ المشرف:الطيب بن عمر بن الحسين

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:دار ابن حزم - بيروت ̈الأولى

سنة الطبع:١٤١٦هـ

تصنيف رئيس:دعوة ودعاة

تصنيف فرعي:تراجم العلماء والدعاة

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من أكمل الله به الرسالات وبعد ..

فبفضل الله تعالى ونعمه، قد أنهيت هذا الكتاب، بعد أن عشت ثلاث سنوات في البحث في عقيدة السلف، والأعلام الذين تمسَّكوا بها في القطر الموريتاني، على مدى تاريخ الإسلام في المنطقة.

ويعلم الله أني بذلت في هذا البحث قصارى جهدي، وغاية وسعي، وآمل أن أكون قد وُفِّقت في إبراز العقيدة السلفية، وأعلامها في بلاد موريتانيا بالصورة اللائقة، وأن أكون قد حققت هدف البحث في الوصول إلى الفائدة العلمية المنشودة.

وفي الخاتمة –نسأل الله حسنها- أود أن أضع بين يدي القارئ أهم ما توصَّلت إليه من نتائج، وما تمخَّض عنه البحث من توصيات ومقترحات ..

أهم نتائج البحث:

١ - إنَّ الإسلام دخل في موريتانيا ما بين عامي ٦٣ - ٦٤هـ خلافاً لما ذهب إليه كثيرٌ من الباحثين، من أنه لم يدخل في تلك البلاد إلا بعد نهاية القرن الأول للهجرة، ودعمت ما ذهبت إليه بكلام العارفين بالتاريخ وبعض الوقائع التي تؤكد ذلك.

٢ - أن العقيدة السلفية قامت في المنطقة منذ دخول الإسلام فيها، وتعزَّزت وتوطدت على يد المرابطين طيلة فترة حكمهم.

٣ - إن مكان رباط عبدالله بن ياسين الجزولي –الذي عضد عقيدة السلف ومنهجهم- يقع في إحدى جزر التيدرة شمال رأس تيمريس على بعد ثلاثين كيلو متر من مدينة نواكشوط العاصمة الحالية للدولة الموريتانية، ورددت على القائلين بأن مكانه في جزيرة صغيرة بمنحنى النيجر.

٤ - إن سبب إحراق المرابطين لكتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي يعود بالدَّرجة الأولى إلى ما تضمنه الكتاب من الفكر الصوفي الفلسفي، وليس للخلاف المذهبي في الفقه دخل في هذه القضية.

٥ - إن العقيدة الأشعرية دخلت إلى بلاد المغرب قبل ظهور دعوة ابن تومرت ولكن وجودها ظل قليلاً منحصراً في أفراد من العلماء، ولم تدخل في مناهج التعليم، وتنتشر في الساحة العامة إلا في عهد الموحدين.

٦ - إن دعوة ابن تومرت قامت على الزيف، والخداع، والابتداع، وسفك الدماء، وأن المهدية ما هي إلا قناع مزيف، تقنَّع به محمد بن تومرت تمهيداً للخروج على دولة المرابطين السلفية، وليعظم اعتقاد الناس فيه وتزداد طاعتهم له.

٧ - إن العقيدة السلفية اغتيلت في المنطقة –ظلماً وعدواناً- على يد ابن تومرت، وأتباعه الذين سماهم بالموحدين، وأن اتهام محمد بن تومرت للمرابطين بالتجسيم والكفر، اتهامٌ لأهل السنة والجماعة عامةً؛ لأن سببه إثبات صفات الجلال والكمال لله عز وجل، على الوجه اللائق به تعالى، ورفض التأويل الكلامي، ونبذ علم الكلام وأهله.

٨ - إن العقيدة السلفية عادت إلى البلاد بعد عهد المرابطين في القرن الحادي عشر، على يد الإمام نصر الدين، ومكثت في القطر متسلسلة إلى الآن.

٩ - إن فرنسا وقبائل بني حسان، تعاونا على القضاء على الحركة السلفية الإصلاحية التي قادها الإمام ناصر الدين، ونجحا في ذلك.

١٠ - إن العقيدة السلفية تعزَّزت في البلاد بظهور [باب] بن الشيخ سيدي داعيةً سلفياً، فأصبح لها بعد ذلك وجودٌ قويٌ في الساحة العلمية وأتباع ومؤلفات إلى يومنا هذا.

١١ - إن العقيدة الإسلامية في القطر الموريتاني لم تكن ذات مسار واحدٍ وإنما ظل يتنازعها مذهبا السلف والأشاعرة على مرِّ العصور.

١٢ - إن العقيدة السلفية الآن في القطر الموريتاني في ازدياد ملموسٍ يتمثل في عددٍ من المدارس والمعاهد السلفية، بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ من الدعاة السلفيين في مناطق مختلفةٍ من البلاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>