[منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى]
المؤلف/ المشرف:خالد بن عبداللطيف نور
المحقق/ المترجم:بدون
الناشر:مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة ̈الأولى
سنة الطبع:١٤١٦هـ
تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج
تصنيف فرعي:التوحيد - فضائله وأهميته وأقسامه
الخاتمة
وهذه الخاتمة تتضمن أهم النتائج المتوصل إليها في هذه الرسالة:
١ - صحة تقسيم أهل السنة والجماعة للتوحيد، وقصور تقسيم الأشاعرة –إلا ما أثر عن بعضهم- حيث إنهم لم يعدوا توحيد الألوهية في أقسام التوحيد؛ وهذا يعد خللاً كبيراً في المنهج.
٢ - إن الأشاعرة على درجاتٍ ثلاث:
الدرجة الأولى: من كان متابعاً لأبي الحسن الأشعري في مرحلته الأخيرة –التي يمثلها كتاب الإبانة فهو معدود في أهل السنة والجماعة- ويمثل هذه الدرجة: قدماء أصحاب الأشعري كابن خفيف ومن نسب إليه كالإسماعيلي .. مع ترك التلقب بالأشعرية لأنه بدعة.
الدرجة الثانية: وهم الذين أثبتوا أكثر الصفات، ونفوا بعض صفات الأفعال وهؤلاء أقرب إلى أهل السنة، ومن هؤلاء: الباقلاني.
الدرجة الثالثة: وهم الذين كان نفيهم أكثر من إثباتهم، وربما يتقارب نفيهم وإثباتهم أحياناً، وأهل هذه الدرجة هم أكثر الأشاعرة في العصور المتأخرة، بل لا يُعرف وجود غيرهم الآن، وتأصل منهجهم في عهد الجويني، وتعمق في مرحلة الغزالي ثم الرازي، وقد بينت انقطاع صلتهم بالسلف وبأبي الحسن الأشعري خاصةً في أكثر المسائل. وكانوا هم المقصودين في هذه الرسالة.
٣ - إن أهل السنة والجماعة حرصوا على متابعة الشرع لفظاً ومعنىً واستدلالاً، وهذه المتابعة في الأمور الآتية:
الأول: بينوا باستقراء النصوص أن التوحيد يشمل: الألوهية والربوبية والأسماء والصفات.
الثاني: أثبتوا ما أثبته الشرع من الأسماء والصفات على الوجه اللائق بالله، ولم يُدخلوا في ذلك بأوهام ولا آراء ولا شكوك، فلم يقعوا في معارضة الشرع ولا في التناقض.
الثالث: لم يتعمقوا في الأمور العقلية التي هي خارج نطاق العقل، بل لم يتكلفوا البحث عنها، مع التزامهم بأيسر الأدلة المتمثلة في الأدلة الفطرية العقلية والأدلة السمعية، ولذلك لم تصعب طريقتهم على عوام الناس.
٤ - أن الأشاعرة قد أخذت عليهم الأمور الآتية:
الأمر الأول: إنكار ما ثبت بالأدلة الصحيحة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفات الله سبحانه خاصةً: العلو والاستواء، وقولهم إن القرآن مخلوق، وكذلك الأسماء الحسنى –وهي التسميات عندهم- وقد بينت أن من أثبت بعض الصفات ونفى بعضها الآخر فقد وقع في التناقض، كما بينت أن أكثر ما أثبتوه من صفات المعاني كان إثباتاً موافقاً للسلف من وجه، وموافقاً للمعتزلة من وجهٍ آخر.
الأمر الثاني: إن إثبات الأفعال عند الأشاعرة ليس إثباتاً حقيقياً؛ لأنهم جعلوها مفعولات لله، ومعلومٌ أن المفعولات لا تقوم به، وهذا يستلزم أن لا يتصف بها، وإنما يتصف الباري بالأمور التي تقوم به.
الأمر الثالث: قولهم بعدم وجود تأثير للأسباب في مسبباتها فتح عليهم باب الجبر في أفعال العباد، مع أن كثيراً من المتأخرين جداً قد نقض هذا الأصل فخلع على بعض الناس أوصاف الربوبية من إحياء الموتى، وعلم الغيب، والتصرف في الكون!!.
الأمر الرابع: عدم وضوح المنهج الأشعري في توحيد الألوهية –مع ثبوت بعض ما يناقضه عند كثيرٍ من المتأخرين- وبالجملة فيمكن تصنيف الأشاعرة في الموقف من توحيد الألوهية إلى ثلاثة أصناف: