الصنف الأول: وهم الذين لم يؤثر عنهم ما يخالفه، بل أثر عنهم ذكره ومحاربة ما يناقضه، واستندت في قولي بعدم وجود مخالفة للمتقدمين: على عدم إنكار أهل السنة المحضة على الأشاعرة فيه، وبنقل بعض التعريفات للأشاعرة تتضمن توحيد الألوهية، وبإقرارهم بأنه لا يُستعاذ إلا بالله ... إلخ.
الصنف الثاني: من أثر عنه ما يناقض توحيد الألوهية –وهذا ظهر في المتأخرين الذين تأثروا بالصوفية- فكل تغير حصل في الصوفية يحصل في الأشعرية، إلا في بعض المسائل كالحلول ووحدة الوجود والاتحاد –وقد ذكرت مؤلفات بعضهم وأقوالهم- واستشهدت بالواقع.
الصنف الثالث: وأعني بهم من يعيش في مرحلة التغير الخطيرة المتأثرة بالصوفية القبورية: وهم من ينكر الأعمال الشركية ولا يقع فيها، وهؤلاء قليل، ومع ذلك فلم يظهر إنكارهم هذا في مؤلفات! وإنما يقتصرون على الإنكار عند السؤال ونحو ذلك مما ليس له تأثيرٌ كبير، بل قد يكون سكوتهم هذا موهماً ومبرراً للعوام فعلهم .. !!
الأمر الخامس: إن الأشاعرة قد سلكوا في الاستدلال سبلاً متعاصة على الفهم، وقد تكون متضمنة –في الغالب- على ما يخالف الشرع، كدليل إثبات وجود الله تعالى، كما أنهم قد استخدموا أقيسة عقلية باطلة، كقياس الغائب على الشاهد بجامع الوصف، وقياس الشمول، هذا وإن تظاهروا بإنكار النوع الأول! وقد بينت أنهم بتعمقهم العقلي هذا قد فتحوا على أنفسهم إشكالات لم يستطيعوا أن يجيبوا عنها إجابةً مقنعةً، بل كانت سبباً في رجوع كبار علمائهم.
توصية:
١ - أوصي بدراسة تفصيلية عن صلة الأشعرية بالصوفية، تشتمل على تطور الصلة مع بيان مراحل التصوف مع ذكر الشبهات التفصيلية، ويُركز كذلك على الجفوة الأولى وتدرج العلاقة حتى حصول الاندماج.
٢ - أوصي بدراسة تفصيلية عن منهج الأشاعرة في مسألة النبوات، فإنه يوجد عندهم شيءٌ من التقصير في إثباتها لوجود أصول لهم في الإلهيات كنفي الحكمة المقصودة ومنع تحسين العقل وتقبيحه أوجبت لهم التقصير. كما أوصي بدراسة منهجهم في مسألة الأسماء والأحكام.
وعند هذا القول أكون قد فرغت من هذه الرسالة، والحمد لله الذي وفَّق على الإتمام وأسأله المغفرة في الخطأ والنقصان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.