للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشفاعة عند أهل السنة والرد على المخالفين فيها]

المؤلف/ المشرف:ناصر بن عبدالرحمن الجديع

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:دار أطلس - الرياض ̈الأولى

سنة الطبع:١٤١٧هـ

تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج

تصنيف فرعي:شفاعة وواسطة

الخاتمة: لعل من المفيد في خاتمة هذا الموضوع أن أبرز النتائج التي توصلت إليها من خلال ما تقدم بحثه، وذلك في النقاط الموجزة الآتية:

١ - أصل لفظة (الشفاعة) يدل على شم الشيئين ومقارنتهما، وأن الشفاعة مشتقة من الشفع الذي هو ضد الوتر.

٢ - التعريف الجامع للشفاعة هو: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.

٣ - الشفاعة في أمور الدنيا على نوعين: مستحب محمود ومحرم مذموم.

٤ - ثبوت الشفاعة بأنواعها يوم القيامة لدلالة القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع السلف الصالح من أهل السنة والجماعة.

٥ - أن الشفاعة يوم القيامة تتنوع من حيث الشفعاء، ومن حيث نوع الشفاعة.

٦ - للرسول صلى الله عليه وسلم عدة أنواع من الشفاعة يوم القيامة، منها ما يختص به كالشفاعة العظمى والشفاعة في استفتاح باب الجنة لأهلها، ومنها ما يكون عاماً له ولغيره، كالشفاعة في أهل الكبائر.

٧ - أن الله تعالى يأذن بالشفاعة يوم القيامة لغير النبي صلى الله عليه وسلم من الشفعاء كالملائكة، والأنبياء، والمؤمنين، والشهداء، وأولاد المؤمنين، وكذلك فالصيام والقرآن يشفعان أيضاً يوم القيامة.

٨ - لا تحصل الشفاعة يوم القيامة إلا بعد تحقيق ثلاثة شروط وهي إذن الله تعالى للشافع أن يشفع، ورضاه تعالى عن المشفوع له، وأن الله تعالى لا يرضى إلا عن أهل التوحيد. ٩ - أن الشفاعة عند الله تعالى ليست كالشفاعة عند البشر من عدة وجوه.

١٠ - هناك أسباب رغب فيها الشارع توصل صاحبها بإذن الله تعالى إلى نيل الشفاعة، ومنها: التوحيد وإخلاص العبادة لله تعالى، وقراءة القرآن، والصيام، والدعاء بما ورد عند الأذان، وسكنى المدينة النبوية، والصبر على لأوائها، والموت بها، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وصلاة جماعة من المسلمين على الميت المسلم، وكثرة السجود.

١١ - أن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كانت مشروعة بدون شد رحل، لكنها ليست من أسباب الشفاعة، وأما ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك في بعض الأحاديث فقد أبان المحققون من العلماء أنه لا يثبت منها شيء.

١٢ - أن طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم حال حياته جائز وواقع، سواء كان طلب الشفاعة في الأمور الدنيوية، أو طلب الشفاعة الأخروية، وكذا فإن الناس يطلبون الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

١٣ - أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته لا يجوز، وكذا غيره من الأنبياء والصالحين بعد موتهم، لا عند قبورهم ولا بعيداً عنها، وكذا الملائكة، لتعذر إجابتهم. ١٤ - أن الخوارج والمعتزلة قد أنكروا الشفاعة لأهل الكبائر، ولهم في ذلك عدة شبه نقلية وعقلية، وقد ناقشتها ورددت عليها بالتفصيل.

١٥ - أن القبوريين ونحوهم ممن يعظم الأموات قد أثبتوا الشفاعة لأوليائهم الأموات، وأنهم طلبوها منهم في الدنيا، كما طلبها المشركون من أصنامهم، والنصارى من رهبانهم، وأنهم قاسوا ذلك على الشفاعات الدنيوية المعروفة بين الناس، وذلك من حيث لزوم الشفاعة وتحقق وقوعها، وقد ناقشتهم ورددت عليهم.

وأخيراً لعله اتضح لنا جلياً من خلال عرض مذهب أهل السنة والجماعة في موضوع الشفاعة ومذاهب المخالفين أن أهل السنة أسعد بالدليل وأحرص على الحق من غيرهم، وأنهم وسط بين المخالفين، فنسأل الله تعالى أن يحشرنا في زمرتهم إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين

<<  <  ج: ص:  >  >>