[جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توضيح توحيد العبادة]
المؤلف/ المشرف:أحمد بن عبدالله الغنيمان
المحقق/ المترجم:بدون
الناشر:وزارة التعليم العالي- المدينة المنورة ̈الأولى
سنة الطبع:١٤٣٠هـ
تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج
تصنيف فرعي:ابن تيمية - ترجمة كاملة أو دراسة منهجية
الخاتمة:
أُلخِّص في نهاية هذا البحث أهم النتائج التي توصلت إليها، وهي كالتالي:
١ - أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد أسهم إساهماً مميزاً في بيان هذا النوع من التوحيد، ووضحه وبيَّنه في أغلب مؤلفاته، وإن لم يخصَّه بمؤلف مستقل، وهذا يتبين من النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث.
٢ - أن التوحيد الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام قاطبة مبنيٌّ على إخلاص التألُّه لله عز وجل والقصد والطلب؛ بخلاف ما يظنه بعض الفرق الحائدة عن الحق.
٣ - أن النصوص الشرعية؛ بل وإجماع السلف دلَّت على أن التوحيد يشمل ثلاثة أمور هي: توحيد الله في الربوبية، وفي الألوهية، وفي الأسماء والصفات، وأن هذا التقسيم ليس من بدع شيخ الإسلام ولا غيره، كما أن هذا التنوع ليس من باب التضاد؛ لأن هذه الأقسام لا يمكن أن ينفك بعضها عن بعض.
٤ - أن الإله معناه في اللغة والاصطلاح الشرعي: المألوه، المعبود، المقصود بالتوجه والإنابة والتوكل والإذعان .. وغير ذلك من أنواع العبادة، فهو الذي تألهه القلوب محبة وإنابة وتوكلاً؛ بخلاف ما عليه كثير من المسلمين من اعتقادهم أن معنى الإله هو القادر على الاختراع فقط.
٥ - أن المؤمنين يتفاوتون في تحقيقهم للتوحيد؛ وذلك حسب ما قام في قلوبهم وظهر على أفعالهم من الإتيان بأصل التوحيد وتحقيق كمالاته.
٦ - كيفية تحقيق كمال التوحيد تتلخص في تخليصه من شوائب الشرك والبدع والمعاصي؛ بل وبالبعد عن المكروه والعمل بالمستحب.
٧ - أن تحقيق التوحيد له دواعٍ وأسباب تعين على تحقيقه، كما أن له قوادح تقدح فيه، ومن تلك القوادح ما يقدح في أصله، ومنها ما يقدح في كماله؛ سواء الواجب أو المستحب.
٨ - جعل الله لمحققي التوحيد منزلة عالية ينالون بها الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، لا يحصل عليها سواهم، وأكمل أولئك منزلة وأعلاهم هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
٩ - توحيد العبادة هو مدار الدين؛ الذي بعث به جميع الرسل، إلا أن كثيراً من العبادة قد ضلوا عنه.
١٠ - العبادة هي الذل والخضوع والمحبة التامة للمعبود، وترتكز على ثلاثة أمور: عابد ومعبود وعبادة، ويشترط في كل منها شروط، فشروط العابد: هي شروط التكليف، وشروط المعبود: أن يكون مالكاً للضر والنفع، إلهاً ظاهراً وباطناً. والعبادة يشترط فيها أن تكون خالصة لله عز وجل، موافقة لشرعه وما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم.
١١ - أنواع العبادة الشرعية عديدة يمكن حصرها في الجملة بالأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، المحبوبة المرضية من قبل رب البرية. وهذه العبادات تتفاوت من حيث الوجود والاستحباب ولذلك يتفاوت أهلها في العبودية لرب العالمين.
١٢ - توحيد العبادة من أهم المهمات وأوجب الواجبات؛ ولا أدل على ذلك من كون العباد خلقوا من أجله؛ بل إن النجاة في الدنيا والآخرة متوقفة على الإتيان به على الوجه الصحيح.
١٣ - لا يمكن أن يحقق العبد التوحيد كمال التحقيق حتى يعرف ضده من الشرك ونحوه؛ إذ العبد قد يقع في الشرك من حيث لا يعلم أنه شرك، وعلى أقل الأحوال أنه إذا رآه لا ينكره؛ لأنه لا يعرف أنه مناقض للتوحيد!
١٤ - كما أن العبادة أنواع، فكذلك الشرك أنواع، منه ما يتعلق بالجَنان، ومنه ما يتعلق باللسان، ومنه ما يتعلق بالجوارح.
١٥ - جاء الإسلام لحماية التوحيد، وسد جميع أبواب الشرك، الموصلة إليه، وذلك بالتحذير من أمور، منها:
أ) اتخاذ القبور مساجد، وتتبع الآثار بالدعاء أو الصلاة أو النذر عندها أو إليها، أو صرف أي نوع من أنواع العبادة عندها، أو قصدها بسفر، أو غير ذلك.
ب) ومنها الغلو في الأنبياء والصالحين أو غيرهم.
ج) التوسل أو الاستشفاع بالأنبياء أو الصالحين، أو من يُظن به ذلك؛ يصيِّرها أوثاناً تعبد من دون الله، سواء كان التوسل بالذوات أو الأشخاص أو الجاه، أو غير ذلك.
د) اتباع الهوى، أو طاعة الرؤساء - من العلماء أو الأمراء أو غيرهم - في معصية الله عز وجل.