٣ - تحقيق الدوافع التي أدت إلى مقتل أمير المؤمنين –عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- وأثبت أن المؤامرة كان المقصود بها الإسلام لا عمر.
٤ - المتآمرون على أمير المؤمنين –عثمان بن عفان- رضي الله عنه- لم يكونوا من المصلحين الغيورين على الإسلام، ولم يسبق لهم سابقة خير في الإسلام، أثبَتّ ذلك عن طريق تحليل شخصيات رؤساء الفتنة وبَيَّنت أنها مؤامرة يهودية رأسها عبدالله بن سبأ اليهودي.
٥ - تبرئة عمرو بن العاص –رضي الله عنه- من تهمة التحريض على قتل عثمان، ومناقشة موقفه من قصة التحكيم مع توضيح أن موقفه هذا له ما يبرره، ولا يُعاب عليه.
إلى غير ذلك من التحليلات والتعليقات التي كان يقتضيها المقام، ويستلزمها استعراض الأحداث، وهي كثيرةٌ متفرقة في ثنايا البحث وجوانبه المختلفة.
هذا وأرجو أن أكون قد وُفِّقتُ في إزالة اللبس عن كثيرٍ من أحداث التاريخ في تلك الفترة العزيزة على نفس كل مسلم، وكشفت الكثير مما دُسَّ في التاريخ بأقلام المغرضين، حيث كان التاريخ والتاريخ بالذات هدفاً من الأهداف الرئيسية التي استهدفها المستشرقون وركَّزوا عليها.
إن تاريخ كل أمّةٍ هو مجدها، وهو رائدها ومصدر إلهامها، ألست ترى الناس كلَّما ادلهمت الخطوب، واكفهر الجو، وعبست الوجوه يرجعون إلى تاريخهم يستلهمونه مخرجاً، أو يلتمسون عنده حلاً لها؟ فإذا ما زور هذا التاريخ، ودُسَّ فيه ما ليس منه، وبرزت شخصياته في صورٍ كالحةٍ مشوَّهةٍ فمن أين يأخذ الناس العبرة؟ وبمن يقتدون إن التمسوا القدوة؟ إن التاريخ هو حركة الحياة الدائبة لا تفتر، وهو سر الإلهام الدافع إلى تطوير الحياة حتى لا تتراجع أو تتوقف، وبحق نرى أن الأمم التي تهتم بتاريخها، تعتني بتدريسه الدراسة التحليلية الصحيحة بحيث تستخلص منه العبرة، تستهدي فيه القدوة، هي الأمم ذات المد الحضاري المتصل الذي لم تستطع ولن تستطيع الأحداث أن تردها إلى الوراء، أو تجمد نموها المطَّرد الشامخ المزهو بأصالته لدى حقب التاريخ الضاربة في أغوار الماضي السحيق.
إن الأبطال هم الذين يسطرون صفحات التاريخ، يسطرونها بجهدهم وعرقهم ودمائهم، وعلى قدر ما يسطر التاريخ الأبطال، يصنع التاريخ الأجيال، ويربي الرجال، ويحفظ تراث الأمة من الضياع أو النسيان.
لهذا كان لا بد من العناية بدراسة التاريخ حتى يؤتي ثمرته المرجوّة، يحقق للأمة أملها المنشود، واللهَ أسأل التوفيق والسداد والهداية والرشاد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.