٩ – قد تبيَّن لي – والله أعلم – أن أبا الحسن الأِشعري رحمه الله بقي على كلابيته، ولم يتحول إلى مذهب السلف ..
لكن ميله إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله هو الذي حمل بعض الباحثين على القول بالطور الثالث؛ وهو سلوك منهج السلف ..
إلا أنّ هذا القول لا دليل عليه، وما ذكر في آخر كتبه: الإبانة، ورسالة إلى أهل الثغر: كلام مجمل؛ لا حمل على القطع بأنه تحول عن مذهب ابن كلاب ..
١٠ – تبيَّن لي عند دراسة قول الأشعرية: الخلق هو المخلوق، والفعل هو المفعول: أن هذا الأصل هو الذي أفسد معتقد الأشعرية في القدر؛ فصاروا يقولون بالكسب الذي لا يفهم حتى عند أصحاب الشأن منهم ..
وكذا أفسد هذا الأصل معتقد المعتزلة في القدر؛ فصاروا يقولون بأن العبد يخلق فعله؛ فأثبتوا خالقين كثيرين مع الله تعالى.
توصية:
مسألة (تسلسل الحوادث) من المسائل التي أطال شيخ الإسلام رحمه الله النفس فيها جداً؛ فتكلم في مئات الصفحات، وفي العديد من الكتب عنها، وأبان القول الحق فيها بدليله، وأفسد الأقوال المخالفة، وأبطلها، وأشبعها تفنيداً ..
وقد كنت كتبت فيه مئات الصفحات، لكني استغنيت عن ذكرها في هذه الرسالة حتى لا تتضخم أكثر ..
لذلك أوصي بدراسة تفصيلية عن هذه القضية؛ لتوضيح مذهب السلف فيها من كلام شيخ الإٍسلام، لما في ذلك من إزاحة شبهات علقت في عقول كثير من الناس، وتفنيد اتهامات وجهت إلى شيخ الإسلام رحمه الله؛ كقوله بقدم العالم، وغير ذلك ..
هذا والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.