للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥٩]، قَالَ: «دَوَابُّ الْأَرْضِ»، وقال: "أخرجه ابن ماجه (١) وسنده حسن" (٢).

وكذلك فسر السعدي عليه رحمة الله بأن اللاعنين جميع الخلق، فقال: " {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} وهم جميع الخليقة، فتقع عليهم اللعنة من جميع الخليقة، لسعيهم في غش الخلق وفساد أديانهم، وإبعادهم من رحمة الله، فجوزوا من جنس عملهم، كما أن معلم الناس الخير يصلي الله عليه وملائكته، حتى الحوت في جوف الماء، لسعيه في مصلحة الخلق، وإصلاح أديانهم، وقربهم من رحمة الله، فجوزي من جنس عمله، فالكاتم لما أنزل الله مضاد لأمر الله، مشاق لله، يبين الله الآيات للناس ويوضحها، وهذا يطمسها، فهذا عليه هذا الوعيد الشديد" (٣).

وهذا الذي أراه هو الأولى؛ أن اللاعنين جميع الخلق، لورود الدليل بذلك وإن كان فيه مقال، إلا أنه يشهد له حديث: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ»، ووجه ذلك أنه إذا كان يحصل هذا لمعلم الخير، فكذلك في المقابل تلعن جميع المخلوقات من يكتم العلم عن الناس، والله أعلم.

٣ - يأكلون في بطونهم النار: أي: ما يأكلونه في مقابل كتمان الحق سيكون نارًا تأجج في بطونهم يوم القيامة؛ لأن الثمن الذي حصل لهم على كتمان الحق إنما حصل لهم بأقبح المكاسب، وأعظم المحرمات، فكان جزاؤهم من جنس عملهم (٤).


(١) أخرجه ابن ماجه في كتاب الفتن، باب العقوبات (٢/ ١٣٣٤) ح (٤٠٢١)، وضعفه الألباني في تحقيقه لسنن ابن ماجه (٢/ ١٣٣٤) ح (٤٠٢١)، وضعف إسناده شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه (٥/ ١٥١) ح (٤٠٢١).
(٢) ينظر: تفسير القرطبي (٢/ ١٨٧).
(٣) تفسير السعدي (٧٧).
(٤) ينظر: تفسير ابن كثير (١/ ٤٨٣)، تفسير السعدي (٨٢).

<<  <   >  >>