للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - لا يكلمهم الله يوم القيامة: لأنه غضبان عليهم، فكتموا الحق وهم يعلمون، فلا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يكلمهم بالرحمة وبما يسرهم، بل يوبخهم، ويسخط عليهم، ويعرض عنهم (١).

٥ - لا يزكيهم الله: قال السعدي رحمه الله: "أي: لا يطهرهم من الأخلاق الرذيلة، وليس لهم أعمال تصلح للمدح والرضا والجزاء عليها، وإنما لم يزكهم لأنهم فعلوا أسباب عدم التزكية التي أعظم أسبابها العمل بكتاب الله، والاهتداء به، والدعوة إليه، فهؤلاء نبذوا كتاب الله، وأعرضوا عنه، واختاروا الضلالة على الهدى، والعذاب على المغفرة" (٢).

لهم عذاب أليم في الآخرة: لهم عذاب موجع في الآخرة في النار، لأنه ذكر عنهم في منتصف الآية {أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ}، وهذا كما قال تعالى عمن يأكلون أموال اليتامى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: ١٠]، وختم الآية بأن الذين يكتمون الحق لهم عذاب مؤلم في الآخرة، ثم قال عنهم: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} [البقرة: ١٧٥].

ولا يسلم من تلك العقوبات إلا من استثناه الله وتوفرت فيه الصفات الآتية التي قال الله عنها: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: ١٦٠]، وهي: التوبة، والإصلاح، والبيان، وقال السعدي رحمه الله في ذكر معنى هذه الصفات: " {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} أي: رجعوا عما هم عليه من


(١) ينظر: تفسير البغوي (١/ ١٨٤)، تفسير ابن كثير (١/ ٤٨٣)، تفسير السعدي (٨٢).
(٢) تفسير السعدي (٨٢).

<<  <   >  >>