للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودحيم الحافظ الحجّة، أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي، قاضي فلسطين والأردن، وله خمس وسبعون سنة. سمع ابن عيينة، والوليد ابن مسلم، وطبقتهما. وروى عنه البخاريّ وغيره.

قال أبو داود: لم يكن في زمانه مثله.

وفيها أبو تراب النّخشبيّ [١] العارف، واسمه عسكر بن الحصين، من كبار مشايخ القوم، صحب حاتم الأصم وغيره.

قال السخاويّ في «طبقاته» : عسكر بن حصين أبو تراب النّخشبيّ، ويقال: عسكر بن محمد بن حصين، أحد فتيان خراسان، والمذكورين بالأحوال السنية الرفيعة، وأحد علماء هذه الطائفة، صحب حاتم الأصم حتّى مات، ثم خرج إلى الشّام، وكتب الحديث الكثير، ونظر في كتب الشافعي، ثم نزل مكّة، ثم كان يخرج إلى عبّادان، والثغر، ويرجع إلى مكّة، ومات بين المسجدين، ودخل البصرة وتزوج بها، وصحب شقيقا البلخي.

قال أبو تراب: من كان غناه بماله لم يزل فقيرا، ومن كان غناه في قلبه لم يزل غنيا، ومن كان غناه بربه فقد قطع عنه اسم الفقر والغنى، لأنه دخل في حيز ما لا وصف له.

وقال ابن الجلاء [٢] : قال أبو تراب: إذا ألفت القلوب الإعراض عن الله صحبتها الوقيعة في الأولياء.

وقال: أشرف القلوب قلب حيّ بنور الفهم عن الله عز وجل.

وقال: ليس في العبادات شيء أنفع من إصلاح خواطر القلوب.


[١] نسبة إلى نخشب من مدن ما وراء النهر بين جيحون، وسمرقند. انظر «معجم البلدان» لياقوت (٥/ ٢٧٦) ، و «اللباب» لابن الأثير (٣/ ٣٠٣) .
[٢] هو أبو عبد الله أحمد بن يحيى بن الجلاء، كان أصله من بغداد، وأقام بالرّملة، ودمشق، وكان من جلّة مشايخ الشام. مات سنة (٣٠٦) هـ. انظر «طبقات الصوفية» للسلمي ص (١٧٦- ١٧٩) ، و «البداية والنهاية» لابن كثير (١١/ ١٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>