للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة تسع وعشرين وثلاثمائة]

في ربيع الأول استخلف المتقي لله، فاستوزر أبا الحسن [١] أحمد بن محمد بن ميمون، فقدم أبو عبد الله البريدي من البصرة وطلب الوزارة، فأجابه المتقي وولّاه، ومشى إلى بابه ابن ميمون، وكانت وزارة ابن ميمون شهرا، فقامت الجند على أبي عبد الله يطلبون أرزاقهم، فخافهم وهرب بعد أيام، ووزر بعده أبو إسحاق محمد بن أحمد القراريطي، ثم عزل بعد ثلاثة وأربعين يوما ووزر الكرخيّ، فعزل بعد ثلاثة وخمسين يوما، فلم ير أقرب من مدة هؤلاء، وهزلت الوزارة وضؤلت لضعف الدولة وصغر الدائرة.

وأما بجكم [٢] التركي، فنزل واسط واستوطنها، وقرر مع الراضي أنه يحمل إلى خزانته في كل سنة ثمانمائة ألف دينار بعد أن يريح الغلة من مؤنة خمسة آلاف فارس يقيمون بها، وعدل وتصدق، وكان ذا عقل وافر وأموال عظيمة، ونفس غضبّة [٣] ، خرج يتصيّد، فأساء إلى أكراد هناك [٤] ، فاستفرد


[١] كذا في الأصل والمطبوع و «مروج الذهب» (٤/ ٣٤٠) وفي «العبر» وبعض المصادر: «أبو الحسين» انظر «النجوم الزاهرة» (٣/ ٢٧١) والتعليق عليه.
[٢] تصحف في الأصل والمطبوع إلى: «بحكم» والتصحيح من «العبر» والمصادر التي بين يدي.
[٣] في «العبر» : «عصبية» . قال ابن منظور: ورجل غضب، وغضوب، وغضبّ بغير هاء، وغضبّة وغضبّة، بفتح الغين وضمها وتشديد الباء، وغضبان: يغضب سريعا، وقيل شديد الغضب.
«لسان العرب» (غضب) .
[٤] كذا في الأصل و «العبر» وفي المطبوع: «إلى كراد هناد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>