الملاح بدمشق بتحقيق والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، وهي أفضل وأشهر طبعة ظهرت منه.
وأما الرابع منها وهو «الأربعين» فقد أكرمني الله عزّ وجلّ بشرحه وتخريج أحاديثه، وقام والدي حفظه الله بمراجعته والحكم على أحاديثه، وقد طبع حديثا في دار ابن كثير بدمشق وبيروت.
٢٦- ابن خلّكان
هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلّكان البرمكي الإربلي، أبو العباس، الإمام المؤرّخ الأديب الحجّة، صاحب «وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان» وهو من أشهر كتب التراجم ومن أحسنها ضبطا وإحكاما كما يقول الزركلي صاحب «الأعلام» .
ولد في إربل بالقرب من الموصل، وذلك في سنة ثمان وستمائة.
وسمع من ابن مكرم، وأجاز له المؤيد الطوسي وجماعة، وتفقّه بالموصل على كمال الدين بن يونس، وبالشام على ابن شداد، ولقي كبار العلماء، وبرع في الفضائل، والآداب.
ودخل الديار المصرية وسكنها، وناب في القضاء عن القاضي بدر الدين السخاوي مدة طويلة، وأدّى عنده شهادة شيخ المالكية أبو عمر ابن الحاجب، وسأله عن مسألة دخول الشرط على الشرط، ثم قدم الشام على القضاء في ذي الحجة سنة تسع وخمسين منفردا بالأمر، فأضيف إليه مع القضاء نظر الأوقاف، والجامع الأموي، والمارستان، وتدريس سبع مدارس: العادلية، والناصرية، والعذراوية، والفلكية، والركنية، والإقبالية، والبهنسية، وقرئ تقليده يوم عرفة، ويوم جمعة بعد الصلاة بالشباك الكمالي من جامع دمشق، ثم عزل بعز الدين الصائغ في أول سنة تسع وستين، فسافر إلى مصر، فأقام سنين معزولا بمصر، ثم أعيد، وصرف ابن الصائغ في أول سنة سبع وسبعين، ثم عزل في آخر