كان عالما بالأنساب، واللغة، وأخبار العرب، ولد ونشأ في البصرة.
هذّب «السيرة النبوية» ، وسمعها من زياد البكّائي صاحب ابن إسحاق، وخفّف من أشعارها، وروى فيها مواضع عن عبد الوارث بن سعيد، وأبي عبيدة.
وله كتاب في «المغازي» ، وآخر اسمه «التيجان لمعرفة ملوك الزمان» .
وكان رحمه الله إماما في النحو، والأنساب، وأخبار العرب، ويذكر لنا الذهبي، وابن كثير، أنه حين جاء إلى مصر اجتمع به الشافعي، وتناشدا من أشعار العرب أشياء كثيرة. وكان علّامة أهل مصر بالعربية، والشعر.
مات سنة ثمان عشرة ومائتين.
قلت: وقد قامت شهرته على تهذيبه ل «السيرة النبوية» التي صنّفها ابن إسحاق، حتى دعيت هذه «السيرة» ب «سيرة ابن هشام» الأمر الذي جعل العامة من الناس في هذا العصر يظنون أنها من تصنيفه، ناسين ما كان لابن إسحاق من الفضل فيها، وهو الرائد الأول في هذا الفن تماما كما أن تهذيب الحافظ المزّي لكتاب «الكمال في أسماء الرجال» الذي صنّفه الحافظ عبد الغني المقدسي قد قضى على فضل المقدسي في الكتاب في نظر البعض، علما بأن المقدسي هو السابق في الفضل لكثير من العلماء في عصره وبعد عصره أيضا في علم الرّجال.
وقد طبع تهذيب «السيرة النبوية» المشار إليه عدة مرات، أفضلها التي نشرت بتحقيق الأساتذة الأفاضل مصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري، وعبد الحفيظ شلبي، وصدرت في مصر.
٤- ابن سعد
هو محمد بن سعد بن منيع البغدادي، أبو عبد الله، كاتب الواقدي، مؤرّخ من حفّاظ الحديث، صاحب «الطبقات الكبرى» .
ولد سنة (١٦٨ هـ) بالبصرة، وطلب العلم في صباه، ولحق الكبار، وكان من أوعية العلم.