للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة تسع وخمسين وخمسمائة]

فيها كسر نور الدّين الشهيد الفرنج، وأسر صاحب أنطاكية، وصاحب طرابلس، وفتح حارم [١] .

وفيها سار أسد الدّين شير كوه من دمشق إلى مصر بأمر نور الدّين إعانة للأمير شاور، ومعه ابن أخيه صلاح الدّين يوسف بن نجم الدّين أيوب، وهو الذي صار إليه ملك مصر كما سيأتي، وكان نجم الدّين أيوب بن شاذي السعدي، وأخوه شير كوه من بلد العجم، أصلهم أكراد، وكانوا من بلد يقال له دوين، ونجم الدّين الأكبر. قدما العراق، وخدما مجاهد الدّين بهروز، ولما تمّ لزنكي أمره، ذهب إليه نور الدّين وأخوه، فلما قتل زنكي وقصد نور الدّين دمشق، كاتبهما أن يساعداه، وكانا صارا من أكابر أمراء دمشق، ووعدهما بأشياء، فساعداه على فتحها، ووفى لهما، وصارا عنده في منزلة عالية، خصوصا نجم الدّين، فلما وصل إلى مصر بالعساكر، وخرج إليهما ضرغام، فالتقوا على باب القاهرة في هذه السنة، فقتل ضرغام واستقام أمر شاور، ثم ظهر من شاور الغدر، وكتب إلى الفرنج يستنجدهم، فجاؤوا إلى بلبيس، وحصروا أسد الدّين شيركوه، ولم يقدروا عليه، خصوصا لما جاءهم الصريخ بما تمّ على دين الصليب بوقعة حارم، فصالحوا أسد الدّين، وردوا، ورجع


[١] انظر «دول الإسلام» (٢/ ٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>