للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمان وأربعين وثمانمائة]

فيها كان بالقاهرة الطّاعون العظيم بحيث كان يخرج في اليوم الواحد ما يزيد على الألف [١] .

وفيها توجه الشيخ شمس الدّين محمد بن أحمد الفرياني- بضم الفاء، وكسر الراء المشددة، نسبة إلى فرّيانة قرية قرب سفاقس- المغربي إلى جبال حميدة بالأرض المقدسة، وهي جبال شاهقة صعبة المرتقى ليس لها مسلك يسع أكثر من واحد وبأعلى جبل منها سهلة بها مزدرع وعيون ماء وكروم، وأقوام في غاية المنعة والقوة، من التجأ إليهم أمن ولو حاربه السلطان فمن دونه، فنزل الفرّياني عندهم، وادعى أنه المهدي، وقيل: ادعى أنه القحطاني، وراج أمره هناك، وكان قدم القاهرة وأكثر التّردد إلى المقريزي وواظب الجولان في قرى الرّيف الأدنى بعمل المواعيد ويذكّر الناس، وكان يستحضر كثيرا من التواريخ والأخبار الماضية، ويدّعى معرفة الحديث النّبوي ورجاله، وتحوّل عن مذهب مالك، وادعى أنه يقلّد الشافعي، وولي قضاء نابلس إلى أن ظهر منه ما ظهر [٢] .

وفيها شهاب الدّين أحمد بن محمد بن إبراهيم الفيشي [٣]- بالفاء والشين المعجمة بينهما تحتية مثناة- الحنّائي- بكسر المهملة وتشديد النون مع المد [٤]- النحوي المالكي.


[١] انظر «إنباء الغمر» (٩/ ٢١٩- ٢٢٠) و «حوادث الدهور» (١/ ١٠٣- ١٠٤) .
[٢] انظر خبره في «إنباء الغمر» (٩/ ٢٢٦- ٢٢٨) .
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٩/ ٢٢٨) و «الضوء اللامع» (٢/ ٦٩) و «بغية الوعاة» (١/ ٣٥٦) و «معجم الشيوخ» لابن فهد ص (٨٠- ٨١) .
[٤] تنبيه: كذا قيدها المؤلف رحمه الله، والذي في «إنباء الغمر» و «الضوء اللامع» : «الحنّاوي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>