للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة سبع عشرة وثمانمائة]

في سابع شعبانها دخل الفرنج مدينة سبتة من بلاد المغرب وخرّبوها وأخذوا ما كان بها من الأموال والذخائر، حتّى الكتب العلمية، وتركوها قاعا خرابا، ومع ذلك فهي بأيديهم فلا قوة إلّا بالله، وكان أهلها وهم محاصرون أرسلوا قصيدة طنّانة يستجدون فيها أهل الإسلام من أهل مصر وغيرهم [١] مطلعها:

حماة الهدى سبقا وإن بعد المدى ... فقد سألتكم نصرها ملّة الهدى

فلم تفدهم شيئا، غير أن أجيبوا بقصيدة من نظم ابن حجّة ويا ليتها مثلها.

وفيها توفي تقي الدّين أبو بكر بن علي بن سالم بن أحمد الكناني العامري- نسبة إلى قرية كفر عامر من قرى- الزّبداني [٢] ابن قاضي الزّبداني الشافعي.

ولد في ذي الحجّة سنة خمسين وسبعمائة، واشتغل بدمشق، فبرع في الحساب، وشارك في الفقه، وقرأ في الأصول، وولي قضاء بعلبك وبيروت، وقدم القاهرة بعد الفتنة الكبرى، وكان قد أسر مع التمرية ثم تخلّص، وأخبر عن بعض من أسره أنه قال له: علامة وقوع الفتنة كثرة نباح الكلاب وصياح الدّيكة في أول الليل. قال: وكان ذلك قد كثر بدمشق قبل مجيء تمرلنك، وكان يقرأ في المحراب جيدا، وولي قضاء كفر طاب، وتقدم في معرفة الفرائض والحساب، وكان دينا، خيرا، يتعانى المتجر.

توفي بدمشق في ذي الحجّة.


[١] في «ط» : «وغيرها» .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ١٥٣) و «الضوء اللامع» (١١/ ٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>