اختياره، فلا يغادر أحدا من أعيان الصحابة والتابعين، والملوك والأمراء، والقضاة والعمال، والقرّاء والمحدّثين، والفقهاء والمشايخ، والصلحاء والأولياء والنحاة، والأدباء والشعراء، والأطباء والحكماء، وأصحاب النّحل والبدع والآراء، وأعيان كل فن ممّن اشتهر أو أتقن إلا وذكره.
وقد قامت جمعية المستشرقين الألمان في بيروت بتكليف عدد من الباحثين المختصّين من عرب ومستشرقين بتحقيقه، وقد صدرت منه مجموعة كبيرة من الأجزاء، ولا تزال أجزاء أخرى منه قيد التحقيق، أو تحت الطبع.
٣٣- اليافعي
هو عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح اليافعي اليمني ثم المكّي، أبو محمد، العالم المؤرخ المتصوف، صاحب «مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان» وغير ذلك من المصنفات المختلفة.
ولد في اليمن سنة (٦٩٨) ، وكان من صغره تاركا لما يشتغل به الأطفال من اللعب، فلما رأى والده آثار الفلاح عليه ظاهرة، بعث به إلى عدن فاشتغل بالعلم، وأخذ عن العلّامة أبي عبد الله البصّال وغيره، وعاد إلى بلاده، وصحب الشيخ علي الطواشي، وهو الذي سلّكه الطريق، ثم لازم العلم وحفظ «الحاوي الصغير» ، و «الجمل» للزجاجي، ثم جاور بمكّة وتزوج بها.
وكان ينظم الشعر الحسن، ومن شعره:
وقائلة ما لي أراك مجانبا ... أمورا وفيها للتّجارة مربح
فقلت لها ما لي بربحك حاجة ... فنحن أناس بالسلّامة نفرح
مات في مكة في جمادى الآخرة من سنة ثمان وستين وسبعمائة، ودفن بمقبرة باب المعلى بجوار الفضيل بن عياض.