للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة سبع وستمائة]

فيها خرجت الفرنج من البحر من غربي دمياط، وساروا في البرّ، فأخذوا قرية نورة واستباحوها وردّوا في الحال.

وفيها توفي صاحب الموصل الملك العادل نور الدّين أرسلان شاه بن عزّ الدّين مسعود بن مودود بن أتابك زنكي التّركي [١] . ولي بعد أبيه ثمان عشرة سنة، وكان شهما، شجاعا، سايسا، مهيبا، مخوفا.

قال أبو السعادات بن الأثير وزيره: ما قلت له في فعل خير إلّا وبادر إليه.

وقال أبو شامة: كان عقد نور الدّين صاحب الموصل مع وكيله بدمشق على بنت من بيت المال على مهر ثلاثين ألف دينار، ثم بان أنه قد مات من أيام.

وقال أبو المظفّر [سبط ابن] الجوزي [٢] : كان جبّارا، سافكا للدماء، بخيلا.

وقال ابن خلّكان [٣] : كان شهما عارفا بالأمور، تحوّل شافعيا ولم يكن في بيته شافعي سواه، وله مدرسة قلّ أن يوجد مثلها في الحسن.

توفي ليلة الأحد التاسع والعشرين من رجب في شبارة بالشطّ ظاهر الموصل.


[١] انظر «العبر» (٥/ ٢١) .
[٢] انظر «مرآة الزمان» (٨/ ٣٥٦) وقد نقل عنه بتصرف واختصار.
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (١/ ١٩٣- ١٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>