للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة خمس وستين وثمانمائة]

في صفرها كان بمكّة سيل عظيم [١] .

وفيها توفي الملك الأشرف سيف الدّين أبو النصر إينال العلائي [٢] تسلطن في صبيحة يوم الاثنين لثمان مضين من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثمانمائة، وهو الثاني عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم، وهو جركسي جلبه الخواجا علاء الدّين إلى مصر، فاشتراه الظّاهر برقوق، وأعتقه الناصر فرج بن برقوق، وتنقّل في الدولة إلى أن صار في أيام الأشرف برسباي أمير مائة مقدّم ألف، وولاه الظّاهر جقمق الدوادارية الكبرى، إلى أن جعله أتابكا، واستمر إلى أن تسلطن، وتم أمره في الملك، وطالت أيّامه نحو ثمان سنين وشهرين وأياما. وكان طويلا، خفيف اللحية، بحيث اشتهر بإينال الأجرود، وكان قليل الظّلم، قليل سفك الدماء، متجاوزا عن الخطأ والتقصير، إلّا أن مماليكه ساءت سيرتهم في الناس، واستمرّ سلطانا إلى أن خلع نفسه من السلطنة وعقدها لولده الملك المؤيد شهاب الدّين أبي الفتح أحمد بن إينال العلائي في يوم الأربعاء رابع عشر ليلة خلت من جمادى الأولى. وتوفي والده بعد ذاك بيوم واحد، ثم خلعه أتابكة خشقدم بعد خمسة أشهر وخمسة أيام، وولي السلطنة عوضه الملك الظّاهر خشقدم يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان.


[١] ذكر هذا الخبر السخاوي في «الذيل التام على دول الإسلام» (٢/ ٨٤) من المنسوخ بأطول مما هنا.
[٢] ترجمته في «الضوء اللامع» (٢/ ٣٢٨) و «النجوم الزاهرة» (١٦/ ٥٧) و «الدليل الشافي» (١/ ١٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>