للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمان وعشرين]

فيها انتقض أهل أذربيجان [١] ، فغزاهم الوليد بن عقبة ثم صالحوه [٢] .

وقيل: فيها غزوة قبرس [٣] [٤] .


[١] قال الحميري: أذربيجان: هي كورة تلي الجبل من بلاد العراق، وهي مفتوحة الألف ...
ينسب إلى أذربيجان أبو عبد الله الحسن بن جابر الأزدي صاحب كتاب «اللامع في أصول الفقه» وأهل أذربيجان مشهورون بالانكباب على العلم، والاشتغال به، وفيهم يقول الحافظ السّلفي:
ديار أذربيجان في الشرق عندنا ... كأندلس في الغرب في النحو والأدب
فلست ترى في الدهر شخصا مقصّرا ... من أهلها إلا وقد جدّ في الطلب
[٢] انظر «تاريخ خليفة بن خياط» ص (١٦٠) ، و «تاريخ الإسلام» للذهبي (٢/ ٨١) .
[٣] قال ابن كثير في «البداية» (٧/ ١٥٣) : وكان فتحها على يدي معاوية بن أبي سفيان، ركب إليها في جيش كثيف من المسلمين، ومعه عبادة بن الصامت، وزوجته أمّ حرام بنت ملحان ... وذلك بأمر عثمان بن عفان رضي الله عنه له في ذلك، بعد سؤاله إياه، وقد كان سأل في ذلك عمر بن الخطاب فأبى أن يمكنه من حمل المسلمين على هذا الخلق العظيم الذي لو اضطرب لهلكوا عن آخرهم، فلما كان عثمان لحّ معاوية عليه في ذلك فأذن له، فركب في المراكب، فانتهى إليها، ووافاه عبد الله بن سعد بن أبي سرح إليها من الجانب الآخر، فالتقيا على أهلها، فقتلوا خلقا كثيرا، وسبوا سبايا كثيرة، وغنموا مالا جزيلا جيدا، ولما جيء بالأسارى جعل أبو الدرداء يبكي، فقال له جبير بن نفير: أتبكي وهذا يوم أعزّ الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال: ويحك! إن هذه كانت أمة قاهرة لهم ملك، فلما ضيعوا أمر الله صيرهم إلى ما ترى، سلط عليهم السبي، وإذا سلط على قوم السبي فليس لله فيه حاجة، وقال: ما أهون العباد على الله تعالى إذا تركوا أمره.
[٤] قلت: وفي هذه السنة تزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه بنت الفرامصة الكلبية، وكانت

<<  <  ج: ص:  >  >>