للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمانين وثمانمائة]

فيها توفي شهاب الدّين أحمد السّلفيتي الحنبلي [١] الشيخ الإمام العالم الزّاهد الورع.

وفيها قاضي القضاة [٢] محيى الدّين عبد القادر بن أبي القاسم بن أحمد بن محمد بن عبد المعطي الأنصاري العبّادي [٣] المالكي النحوي، نحوي مكة.

قال في «بغية الوعاة» : أما التفسير، فإنه كشّاف خفيّاته، وأما الحديث، فإليه الرّحلة في رواياته [ودرايته] . وأما الفقه، فإنه مالك زمامه وناصب أعلامه، وأما النحو، فإنه محيي ما درس من رسومه، ومبدي ما أبهم من معلومه، وإذا ضلّ طالبوه عن محجّته اهتدوا إليه بنجومه، ورثه لا عن كلالة، ثم قام به أتمّ قيام، فلو رآه سيبويه لأقرّ له لا محالة. وأما آدابه ومحاضراته، فحدّث عن البحر ولا حرج، وأما مجالساته، فأبهى من الرّوض الأنف إذا تفتح [٤] زهره وأرج. وأما زهده في قضاياه، فقد سارت به الرّكبان. وأما غير ذلك من محاسنه، فكثير يقصر عن سردها اللّسان.

ولد في ثامن عشر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثمانمائة بمكّة، ونشأ بها صيّنا [خيّرا] ، وسمع بها من التّقي الفاسي، وأبي الحسن بن سلامة وجماعة، وأجازت


[١] ترجمته في «المنهج الأحمد» الورقة (٥٠٥) و «السحب الوابلة» ص (١١٩) .
[٢] في «ط» : «قاضي القاضي» وهو خطأ.
[٣] ترجمته في «الضوء اللامع» (٤/ ٢٨٣) و «بغية الوعاة» وما بين الحاصرتين مستدرك منه (٢/ ١٠٤) و «نيل الابتهاج» على هامش «الديباج» ص (١٨٥) .
[٤] في «آ» و «ط» : «إذا انفتح» وما أثبته من «بغية الوعاة» مصدر المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>