للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ست وثمانين وثمانمائة]

في رمضانها كانت الصاعقة التي احترق بنارها المسجد الشريف النبوي سقفه وحواصله وخزائن كتبه وربعاته، ولم يبق من قناطره وأساطينه إلّا اليسير، وكانت آية من آيات الله تعالى [١] .

وقال بعضهم فيه:

لم يحترق حرم النّبيّ لريبة ... تخشى عليه وما به من عار

لكنّما أيدي الرّوافض لامست ... تلك الرّسوم فطهّرت بالنّار

وفيها في سابع عشر المحرم كانت بمكة زلزلة هائلة لم يسمع بمثلها.

وفيها حدودها توفي المولى شمس الدّين أحمد بن موسى الشهير بالخيالي الحنفي [٢] الإمام العلّامة.

قرأ على أبيه، وعلى خضر بك، وهو مدرّس بسلطانية برسا، ومهر، وبرع، وفاق أقرانه، وسلك طريق الصوفية، وتلقّن الذكر، وله «حواش على شرح العقائد النّسفية» تمتحن بها الأذكياء لدقتها، و «حواش على أوائل حاشية التجريد» و «شرح لنظم العقائد» لأستاذه المولى خضر بك أجاد فيه كل الإجادة، وغير ذلك من الحواشي والتعاليق، رحمه الله تعالى.


[١] وذكر خبر احتراق المسجد النبوي أيضا الحافظ السخاوي في «الذيل التام على دول الإسلام» (٢/ ١٩٩- ٢٠٠) من المنسوخ.
[٢] ترجمته في «الفوائد البهية» ص (٤٣) وقد اضطرب في تحديد سنة وفاته ما بين (٨٦٠ و ٨٧٠) و «البدر الطالع» (١/ ١٢١- ١٢٢) و «معجم المؤلفين» (٢/ ١٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>