للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة خمس وتسعين وتسعمائة]

فيها توفي المولى محيي الدّين محمد [١] بن محمد [١] بن إلياس، المعروف بجوي زاده [٢] الحنفي الإمام العلّامة.

قال في «الكواكب» : هو أحسن قضاة الدولة العثمانية وأعفّهم وأصلحهم سيرة. ترقّى في المدارس على عادة موالي الرّوم، وولي قضاء دمشق، فدخلها في خامس عشر صفر سنة سبع وسبعين وتسعمائة، وهي سنة ميلادي، وانفصل في ختام السنة عن قضاء دمشق، وأعطي قضاء مصر، ثم صار قاضيا بالعساكر. وفي آخر أمره صار مفتيا بالتخت السلطاني، وكانت سيرته في قضائه في غاية الحسن بحيث يضرب بها المثل.

وكان عالما، فاضلا، بارعا، ديّنا، خيّرا، عفيفا. كان رسم الحجة في دمشق قبل ولايته أربع عشرة قطعة فجعله عشرا، وكان رسم الصورة ثمان قطع فجعله ستا، ودام على ذلك، وأخذ بعض نوابه في بعض الوقائع ما زاد على ذلك فردّه، وقرأ على الشيخ الوالد في أوائل الكتب الستة وغير ذلك، وحضر بعض دروسه في الفقه والتفسير، واستجازه فأجازه، وكان يفتخر بقراءته على الشيخ وإجازته.

وكان- رحمه الله تعالى- حليما إلى الغاية إلا في أمر الدّين ومصالح المسلمين، فإنه كان صلبا، يغضب لله تعالى، وبالغ في ردع الساسة، وربما


[١] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٣/ ٢٧- ٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>