للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمان وأربعين وسبعمائة]

قتل في ثالث عشر شعبانها الملك المظفر سيف الدّين حاجي بن محمد بن قلاوون [١] .

ولد وأبوه في الحجاز سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، وولي السلطنة في العام الذي قبل هذا، كما تقدم، واتّفق رخص الأسعار في أول ولايته، ففرح الناس به، لكن انعكس مزاجهم عليه بلعبه وإقباله على اللهو والشغف بالنساء، حتّى وصلت قيمة عصبة حظيّته التي على رأسها مائة ألف دينار، وصار يحضر الأوباش بين يديه، يلعبون بالصراع وغيره، وكان مرة يلعب بالحمام فدخل عليه بعض الأمراء، ولامه وذبح منها طيرين، فطار عقله، وقال لخواصه: إذا دخل علي [٢] فبضّعوه بالسيف، فسمعها بعض من يميل إليه، فحذّره، فجمع الأمراء وركب فبلغ ذلك المظفّر، فخرج فيمن بقي معه، فلما تراءى الجمعان ضربه بعض الخدم بطبر من خلفه، فوقع وكتّفوه ودخلوا به إلى تربة هناك، فقتلوه ثم قرّروا أخاه الناصر حسن مكانه في رابع عشر شعبان. قاله ابن حجر.

وفيها كمال الدّين أبو الفضل جعفر بن ثعلب [٣] بن جعفر بن الإمام العلّامة الأدفوي [٤]- بضم الفاء نسبة إلى أدفو [٥] بلد بصعيد مصر- الشافعي.

ولد في شعبان سنة خمس وثمانين وقيل خمس وسبعين وستمائة، وسمع الحديث بقوص والقاهرة، وأخذ المذهب والعلوم عن علماء ذلك العصر، منهم ابن دقيق العيد.


[١] ترجمته في «ذيول العبر» (٢٦٧) ، و «الدرر الكامنة» (٢/ ٣- ٥) .
[٢] في «ط» : «إلى» .
[٣] في «آ» و «ط» : «تغلب» وهو خطأ. انظر مصادره وانظر تعليق الزركلي في «الأعلام» (٢/ ١٢٢) .
[٤] ترجمته في «النجوم الزاهرة» (١٠/ ٢٣٧) و «طبقات الإسنوي» (١/ ١٧٠) و «الدرر الكامنة» (٢/ ١٧٢) و «حسن المحاضرة» (١/ ٣٢٠) و «البدر الطالع» (١/ ١٨٢) .
[٥] قال ياقوت: إنها تقع بين أسوان وقوص. «معجم البلدان» (١/ ١٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>