للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثلاث وتسعمائة]

فيها توفي شهاب الدّين أحمد، الشّهير بابن شكم العالم العلّامة الشافعي الصالح الناصح الدمشقي الصالحي [١] . اشتغل على البدر بن قاضي شهبة، والنّجم ابن قاضي عجلون، وغيرهما. وكان على طريقة حميدة، ساكنا في أموره، مطّرحا للتكلّف [٢] ، نحيف البدن على وجهه أثر العبادة، وانتفع به جماعة من أهل الصالحية وغيرهم لا سيما في علوم العربية.

وتوفي يوم الأربعاء ثامن عشر رمضان.

وفيها جمال الدّين جمال بن خليفة القرماني [٣] الحنفي، العالم العارف بالله.

كان مشتغلا بالعلم، فاضلا في فنونه، قرأ على قاضي زاده، وخدم المولى مصلح الدّين القسطلّاني، وكان خطّه حسنا، استكتبه السلطان محمد خان «كافية ابن الحاجب» وأجازه بمال حجّ به، ثم رجع إلى قسطنطينية، وصحب الشيخ حبيب القرماني، ولزم خدمته، واشتغل بالرياضات والمجاهدات، حتى. أجازه بالإرشاد، وأقام مدة في بلاد قرمان، ثم دخل القسطنطينية، وبنى له الوزير بيري باشا بها زاوية، فأقام بها حتّى مات، وكان يتكلّم في التفسير، ويعظ الناس ويذكّرهم ويلحقه عند ذلك وجد وحال، وربما غلب عليه الحال فألقى نفسه من


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٤٨) .
[٢] في «آ» : «للتكليف» وهو تحريف.
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>