للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة اثنتين وثلاثين وستمائة]

فيها ضربت ببغداد دراهم وفرّقت في البلد، وتعاملوا بها، وإنما كانوا يتعاملون بقراضة الذّهب، القيراط، والحبّة، ونحو ذلك، فاستراحوا.

قاله في «العبر» .

وفيها شرع الأشرف في بنائه خان الزّنجاري جامعا، وهو جامع التّوبة بالعقيبة [١] وكان خانا معروفا بالفجور، والخواطئ، والخمور، وسمّاه «جامع التوبة» ووقف عليه أوقافا كثيرة. وجرى في خطابته نكتة غريبة وهي، أنه كان بمدرسة الشاميّة إمام يعرف بالجمال السّبتي [٢] وكان شيخا حسنا صالحا [٣] وكان في صباه يلعب بملهاة تسمّى الجغانة [٤] ، ثم حسنت طريقته، وصار معدودا في عداد الأخيار، فولّاه الأشرف خطيبا، فلما توفي تولى مكانه العماد الواسطي الواعظ، وكان متّهما بشرب الشراب، وكان ملك دمشق في


[١] أحد أحياء مدينة دمشق القديمة إلى الشمال من مسجد بني أمية الكبير خارج السور القديم، ولا زال هذا الجامع عامرا بفضل الله عزّ وجل وتقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة العيدين، وقد تعاقب على الخطابة والإمامة فيه عدد كبير من علماء دمشق الأفاضل، وقد نقل المؤلّف عن «وفيات الأعيان» (٥/ ٣٣٤- ٣٣٥) و «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ١٠- ١١) وانظر «المختار من تاريخ ابن الجزري» ص (١٥٦- ١٥٧) .
[٢] وكذا سمّاه ابن خلّكان، وكان يعرفه معرفة شخصية.
[٣] ولفظة «صالحا» لم ترد في «وفيات الأعيان» .
[٤] في «آ» و «ط» : «الجفانة» بالفاء، وفي «وفيات الأعيان» و «المختار من تاريخ ابن الجزري» :
«الجغانة» وهو ما أثبته. وانظر التعليق عليهما فهو مفيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>