للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمان وثمانين وستمائة]

في ربيع الأول نازل السلطان الملك المنصور مدينة طرابلس، ودام الحصار والقتال ورمي المجانيق الكبار، وحفر [١] النّقوب ليلا ونهارا، إلى أن افتتحها بالسّيف في رابع ربيع الآخر، وغنم المسلمون ما لا يوصف، وكان سورها منيعا قليل المثل، وهي من أحسن المدائن وأطيبها، فخرّبها وتركها خاوية على عروشها، ثم أنشؤوا مدينة على ميل من شرقيها، فجاءت رديئة الهواء والمزاج.

وفيها توفي الشيخ العماد أحمد بن العماد إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الصالحي [٢] .

ولد سنة ثمان وستمائة، وسمع من أبي القاسم ابن الحرستاني وجماعة، واشتغل وتفقه، ثم تمفقر وتجرّد، وصار له أتباع ومريدون أكلة [سطلة] بطلة. توفي يوم عرفة. قاله في «العبر» .

وفيها العلم ابن الصّاحب أبو العباس أحمد بن يوسف بن الصّاحب صفيّ الدّين بن شكر المصري [٣] اشتغل، ودرّس، وتميّز، ثم تمفقر وتجرّد،


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «وحضر» والتصحيح من «العبر» .
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٣٥٧) وما بين الحاصرتين مستدرك منه و «الوافي بالوفيات» (٦/ ٢١٨- ٢١٩) و «نكت الهميان» ص (٩٢- ٩٣) .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٣٥٧) و «البداية والنهاية» (١٣/ ٣١٤- ٣١٥) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٣٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>