للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمانمائة]

فيها نازل تمرلنك الهند فغلب على ولي كرسي المملكة، وفتك على عادته، وخرّب، وكان توجّه إليها على طريق غريبة على البرّ ووصل زحفه [١] إلى اليمن، وكان السبب المحرّك له على ذلك أن فيروز شاه ملك الهند مات فبلغه ذلك فسمت نفسه إلى الاستيلاء على أمواله، فتوجه في عساكره، وكان فيروز شاه لما مات قام بالأمر بعده يلوا [٢] الوزير، واستقر في المملكة، فقصده اللّنك فاستقبله يلوا بجد وصدّر أمام عسكره الفيلة عليها المقاتلة، فلما استقبلتها خيل اللّنك هربت منها، فبادر اللّنك وأمر باستعمال قطع من الحديد على صفة الشّوك وألقاها في المنزلة التي كان بها، فلما أصبحوا واصطفوا للقتال أمر عساكره بالتقهقر إلى خلف، فظنوا أنهم انهزموا، فتبعوهم، فاجتازت الفيلة على ذلك الشوك الكائن في الأرض فجفلت منه أعظم من جفل الخيل منها، ورجعت القهقرى من ألم الحديد، فكانت أشدّ عليهم من عدوهم، بحيث طحنت المقاتلة الرجّالة [٣] والفرسان، فانهزموا بغير قتال.

وفيها في شوال كان الحريق العظيم بدمشق عمّ الحريريين والقواسين والسّيوفيين [٤] وبعض النحاسين [٥] ، ووصلت النّار إلى حائط الجامع، وإلى قرب


[١] في «إنباء الغمر» : (رجيفه) وانظر التعليق عليه.
[٢] في «إنباء الغمر» : (ملّو) وانظر التعليق عليه.
[٣] في «آ» و «ط» : «الرجال» وهو خطأ والتصحيح من «إنباء الغمر» (٣/ ٣٧٥) مصدر المؤلف.
[٤] في «ط» : «السوفيين» وهو خطأ.
[٥] تصحفت في «ط» إلى «النخاسين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>