للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة اثنتين وخمسين]

فيها توفّي عمران بن حصين الخزاعيّ، كثير المناقب، ومن أهل السّوابق، بعثه عمر يفقّه أهل البصرة، وتولّى قضاءها، وكان الحسن البصريّ يحلف بالله، ما قدمها خير لهم من عمران بن حصين، وهو الرّاوي لحديث وصف المتوكّلين الذين لا يرقون [١] ، ولا يسترقون، ولا يتطيّرون، وكان يسمع تسليم الملائكة عليه حتى اكتوى بالنّار، فلم يسمعهم عاما، ثمّ أكرمه الله بردّ ذلك، أسلم هو وأبو هريرة عام خيبر، واستقضاه عبد الله بن عامر على البصرة، ثم استعفاه، فأعفاه.

وفيها توفي كعب بن عجرة الأنصاريّ الحديبيّ [٢] ، وكان من فضلاء الصحابة.


[١] أقول: جاءت هذه الرواية في «صحيح مسلم» رقم (٢٢٠) بلفظ: «لا يرقون» كما ذكر المؤلف، وقد أنكرها شيخ الإسلام ابن تيمية، وذكر أنها غلط من راويها، واعتل بأن الراقي يحسن إلى الذي يرقيه، فكيف يكون ذلك مطلوب الترك، وانظر «فتح الباري» للحافظ ابن حجر (١١/ ٤٠٨) . (ع) .
[٢] الحديبي، نسبة إلى عمرة الحديبية، فإنه شهدها، ونزلت في قصته الفدية كما في «الصحيحين» من طرق، منها أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ به وهو محرم والقمل يتناثر على وجهه، فقال له: «احلق رأسك، وأطعم فرقا بين ستة مساكين» . ويقال له كما هو المشهور «كعب بن عجرة البلوي» نسبة إلى بلي بن عمرو بن قضاعة. (ع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>