مات في ليلة الجمعة سادس عشر ربيع الآخر من سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، ودفن بمقبرة باب الفراديس بدمشق.
قلت: وقد قامت شهرة ابن ناصر الدين على كتابه «توضيح المشتبه» يعني «مشتبه النسبة» للإمام الذهبي، وجرد منه كتابه «الإعلام بما وقع في مشتبه الذهبي من الأوهام» ، ويقوم الأستاذ الفاضل محمد نعيم العرقسوسي الدمشقي بتحقيق «التوضيح» وقد أنجز منه الجزء الأول كما ذكر لي حفظه الله، وسوف يصدر قريبا عن دار مؤسسة الرسالة في بيروت.
وأما كتابه «الردّ الوافر» فقد طبع طبعة تجارية في «مطبعة كردستان العلمية» في مصر، ثم طبع طبعة أخرى أفضل منها في «المكتب الإسلامي» في بيروت، وهو بحاجة إلى التحقيق العلمي المتقن، ولعلّي أقوم بذلك مستقبلا إن شاء الله تعالى.
وأما قصيدته «بواعث الفكرة في حوادث الهجرة» فهي مخطوطة لم تنشر بعد، وتحتفظ مكتبة الحرم المكي بنسخة منها.
٣٩- ابن قاضي شهبة
هو أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر الأسدي الشهبي الدمشقي، فقيه الشام، ومؤرخها، وعالمها في عصره، صاحب المصنفات الكثيرة الشهيرة، التي أهمّها كتابه «الإعلام بتاريخ الإسلام» ، وقد اشتهر ابن قاضي شهبة بهذا الاسم، لأن أبا جدّه عمر أقام قاضيا بشهبة إحدى قرى حوران أربعين سنة.
ولد سنة (٧٧٩) هـ، وتفقّه بوالده وغيره، وسمع من أكابر أهل عصره وأفتى ودرس، وجمع وصنّف.
توفي في دمشق فجأة، وهو جالس يصنّف ويكلّم ولده، وذلك يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وثمانمائة.