فيها خاف أهل الشّام وغيرها من الخوارزمية، وعرفوا أنهم إن ملكوا عملوا بهم كل نحس، فاصطلح الأشرف وصاحب الرّوم علاء الدّين واتفقوا على حرب جلال الدّين، وساروا فالتقوه في رمضان فكسروه واستباحوا عسكره، ولله الحمد. وهرب جلال الدّين بأسوإ حال، ووصل إلى خلاط في سبعة أنفس، وقد تمزق جيشه وقتلت أبطاله، فأخذ حريمه وما خفّ حمله وهرب إلى أذربيجان، ثم أرسل إلى الملك الأشرف في الصّلح وذلّ وأمنت خلاط، وشرعوا في إصلاحها.
قال الموفق عبد اللطيف: هزم الله الخوارزميّة بأيسر مؤونة بأمر ما كان في الحساب، فسبحان من هدم ذاك الجبل الرّاسي في لمحة ناظر.
وفيها توفي أبو العبّاس أحمد بن فهد بن الحسين بن فهد العلثي [١] الفقيه الحنبلي. سمع من أبي شاكر السقلاطوني، وشهدة، وغيرهما. وتفقه على ابن المنّي. وكان حسن الكلام في مسائل الخلاف، وفيه صلاح وديانة.
وكان زيّه زي العوام في ملبسه، وحدّث وسمع منه جماعة، وتوفي ليلة الثلاثاء ثاني عشر شعبان.
[١] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (٣/ ٢٦٧- ٢٦٨) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ١٧٧) وفيه «أحمد بن نصر بن الحسين» فيصحح.