للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٣- ابن الأثير

هو علي بن محمد بن محمد [١] بن عبد الكريم بن الواحد الشّيباني الجزري، أبو الحسن، المعروف بابن الأثير، الإمام المؤرّخ الأديب، صاحب «الكامل» ، و «أسد الغابة» ، و «اللباب في تهذيب الأنساب» ، وغير ذلك من المصنفات النافعة.

ولد بجزيرة ابن عمر سنة خمس وخمسين وخمسمائة، ونشأ بها، ثم سار إلى الموصل مع والده وأخويه مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد بن الأثير صاحب «جامع الأصول» [٢] المتوفى سنة (٦٠٦) هـ، وضياء الدين أبي الفتح نصر الله بن محمد بن الأثير صاحب «المثل السائر» ، المتوفى سنة (٦٣٧) هـ، وسمع بها من أبي الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب الطوسي، ومن طبقته، وقدم بغداد مرارا، وسمع بها من الشيخين أبي القاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي، وأبي أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي، وغيرهما، ثم رحل إلى الشام، والقدس، وسمع هناك من جماعة، ثم عاد إلى الموصل ولزم بيته منقطعا إلى العلم والتصنيف، وكان بيته مجمع الفضل لأهل الموصل والواردين عليها.

وكان إماما في حفظ الحديث ومعرفته، وحافظا للتاريخ، وخبيرا بأنساب العرب، وأخبارهم، وأيامهم، ووقائعهم. وقد روى عنه ابن الدبيثي، وخلق.

توفي في الخامس والعشرين من شعبان من سنة ثلاثين وستمائة.

قال ابن خلّكان: كان بيته بالموصل مجمع الفضلاء. اجتمعت به في حلب فوجدته مكمّل الفضائل، والتواضع، وكرم الأخلاق، فترددت إليه.


ثقافية» ص (١٣٧- ١٤٥) ، ومقدمتي لكتاب «عمدة الأحكام» ص (١٧- ٢٤) وكلاهما من منشورات دار المأمون للتراث بدمشق.
[١] «ابن محمد» الثانية سقطت من «الأعلام» للزركلي.
[٢] الذي قام بتحقيقه والدي حفظه الله وصدر بدمشق في أحد عشر مجلدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>