فيها التقى في رمضان منها الجرّاح الحكميّ، وخاقان ملك التّرك، ودام الحرب أياما، ثم نصر الله دينه، وهزم الترك شرّ هزيمة. وكان المصّافّ بناحية إرمينية.
وفيها غزا الرّوم عثمان بن حيّان المرّي [١] الذي ولي المدينة للوليد بن عبد الملك. وكان ظالما يقول الشعر على المنبر في خطبته، وقد روى له مسلم.
وفيها توفي في شعبان منها الخليفة يزيد بن عبد الملك بن مروان، وجدّه لأمّه يزيد بن معاوية، عاش أربعا وثلاثين سنة. وولي أربع سنين وشهرا، وكان أبيض جسيما متلفا للمال، أعطى حلّاقا حلق له رأسه أربعة آلاف درهم.
ووقع مثل ذلك ليزيد بن المهلّب، أو لعله اشتبه على بعض المؤرخين اسمهما.
قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: لما استخلف قال: سيروا سيرة عمر بن عبد العزيز، فأتوه بأربعين شيخا شهدوا له أنّ الخلفاء لا حساب
[١] في الأصل، والمطبوع، و «الكاشف» للذهبي (٢/ ٢١٧) ، و «تقريب التهذيب» لابن حجر (٢/ ٨) : «المزني» بضم الميم بعدها زاي. وهو خطأ. وفي «العبر» للذهبي (١/ ١٢٨) ، و «الخلاصة» للخزرجي ومعظم المراجع التي بين يدي: «المري» وهو الصواب.