للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ست وعشرين وتسعمائة]

فيها توفي أبو النّور التّونسي المالكي [١] ، نزيل المدرسة المقدّمية بحلب.

كان حافظا لكتاب الله تعالى، مقرئا يؤدّب الأطفال بالمدرسة المذكورة، وكان من عادته أنه يقرأ ثلث القرآن بعد المغرب وثلثه بعد العشاء. ومن غريب ما اتفق له أنه لما ركب البحر من تونس إلى الإسكندرية [٢] حصل لملّاح السّفينة- وكان فرنجيا- حمّى غب أشغلته عن مصلحة السفينة، وعجز ركابها عن علاج ينفعه وطلب من الشيخ أبي النّور ما يكتب للحمّى، فكتب له في ورقة خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ في سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ ٦٩: ٣٠- ٣٢ [الحاقّة: ٣٠- ٣٢] ولف الورقة ودفعها له فوضعها في رأسه فما مضت تلك الليلة حتّى ذهبت عنه الحمّى.

وتوفي الشيخ بحلب، ودفن بمقبرة الرّحبي.

وفيها الشيخ أحمد بن بترس [٣] الصّفدي [٤] الشيخ العارف بالله تعالى، المكاشف بأسرار غيب الله.

كان ظاهر الأحوال بصفد، مسموع الكلمة عند حكامها، وكان الناس


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٢١) ، و «درر الحبب» (٢/ ٢/ ٥٢٧- ٥٢٨) .
[٢] في «ط» : «إلى إسكندرية» .
[٣] جاء في «جامع كرامات الأولياء» ما نصه: «هكذا في الأصل- يقصد الكواكب السائرة- ولعله محرف عن بيبرس أو نحوه» .
[٤] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٣٢- ١٣٣) ، و «جامع كرامات الأولياء» (١/ ٣٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>