فيها استولى علاء الدّين بن خوارزم شاه تكش على بخارى، وكانت لصاحب الخطا لعنه الله، وجرى له معه حروب وخطوب ثم انتصر تكش وقتل خلق من الخطا.
وفيها توفي أبو علي الفارسي [١] ، الزاهد، واسمه الحسن بن مسلم الحنبلي الفارسي، من قرية بنهر عيسى يقال لها الفارسية. كان أحد الأبدال وزاهد العراق. سمع وتفقّه بأبي ذرّ الكرخي، وكان متبتلا أقام أربعين سنة لا يكلّم أحدا من الناس، صائم الدّهر، قائم الليل، يقرأ كل يوم وليلة ختمة.
وكانت السباع تأوي إلى زاويته، والخليفة وأرباب الدولة يمشون إلى زيارته.
حكي أن فقيرا احتلم بزاويته في ليلة باردة، فنزل إلى النهر ليغتسل، فجاء السبع فنام على جبته، وكاد الفقير يموت من البرد والخوف، فخرج الشيخ حسن وجاء إلى السبع فضربه بكمه وقال: يا مبارك لم تتعرض لضيفنا، فقام السبع يهرول، وتوفي بالفارسية في المحرم وقد بلغ التسعين.
[١] انظر «العبر» (٤/ ٢٨٣) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٣٠١- ٣٠٢) و «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٩٥- ٣٩٦) وهو غير أبي عليّ الفارسي الإمام النحوي الشهير.