للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ست وثمانين ومائتين]

فيها التقى إسماعيل بن أحمد بن أسد الأمير، وعمرو بن اللّيث الصّفّار بما وراء النهر، فانهزم أصحاب عمرو، وكانوا قد ضجروا منه، ومن ظلم خواصه [١] ولا سيما أهل بلخ، فإنهم نالهم بلاء شديد من الجند، فانهزم عمرو إلى بلخ، فوجدها مغلوقة، ففتحوا له، ولجماعة يسيرة، ثم وثبوا عليه، فقيّدوه [٢] وحملوه إلى إسماعيل أمير ما وراء النهر. فلما أدخل إليه، قام له واعتنقه وتأدّب معه [٣] فإنه كان في أمراء عمرو غير واحد مثل إسماعيل وأكبر، وبلغ ذلك المعتضد، ففرح وخلع على إسماعيل خلع السلطنة وقلّده خراسان، وما وراء النهر، وغير ذلك، وأرسل إليه يلحّ عليه في إرسال عمرو بن اللّيث، فدافع، فلم ينفع، فبعثه وأدخل بغداد على جمل، بعد أن كان يركب في مائة ألف، وسجن ثم خنق وقت موت المعتضد.

وفيها ظهر بالبحرين، أبو سعيد الجنّابيّ القرمطيّ، وقويت شوكته، وانضم إليه جمع من الأعراب، فعاث، وأفسد، وقصد البصرة، فحصّنها المعتضد، وكان أبو سعيد كيّالا بالبصرة، وجنّابة من قرى الأهواز [٤] .


[١] في الأصل، والمطبوع: «ومن ظلم خراجه» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» للذهبي (٢/ ٨١) .
[٢] في الأصل، والمطبوع: «وقيدوه» وأثبت ما في «العبر» للذهبي مصدر المؤلف.
[٣] لفظة «معه» لم ترد في المطبوع و «العبر» للذهبي.
[٤] انظر خبرها في «معجم البلدان» لياقوت (٢/ ١٦٥- ١٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>