للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ست وتسعين وثمانمائة]

فيها توفي القاضي برهان الدّين إبراهيم بن محمد بن محمد بن عمر بن يوسف اللقاني [١] المالكي الإمام العالم.

توفي في المحرم.

وفيها العارف بالله تعالى الشيخ عبد الله الإلهي الصّوفي الحنفي [٢] .

قال في «الشقائق» : ولد بقصبة سما، ومن ولاية أناضولي، واشتغل أول عمره [٣] بالعلوم، وسكن مدة بقسطنطينية بمدرسة زيرك، ولما ارتحل المولى على الطّوسي إلى بلاد العجم ارتحل هو أيضا، فلقيه بمدينة كرمان، واشتغل عليه بالعلوم الظاهرة، ثم غلبت عليه داعية التّرك، فقصد حرق كتبه أو إغراقها. ولما كان في هذا التردد دخل عليه فقير وقال له: بع الكتب وتصدّق بثمنها إلّا هذا الكتاب، فإنه يهمك، فإذا هو كتاب فيه «رسائل المشايخ» ففعل ذلك، وذهب إلى سمرقند وخدم العارف بالله خواجه عبد الله السمرقندي، وتلقّن منه الذكر، ثم ذهب بإشارة منه إلى بخاري، واعتكف هناك عند قبر خواجه بهاء الدّين النقشبندي، وتربى بروحانيته، ثم عاد إلى سمرقند، وصحب خواجه عبيد، ثم ذهب بإشارته إلى بلاد الرّوم فمرّ ببلاد هراة، وصحب المولى عبد الرحمن الجامي وغيره من مشايخ خراسان، ثم أتى إلى وطنه، واشتهر حاله في الآفاق، واجتمعت عليه


[١] ترجمته في «الضوء اللامع» (١/ ١٦١) وهي ترجمة حافلة يحسن بالباحث الرجوع إليها.
[٢] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (١٥٢- ١٥٥) .
[٣] في «ط» : «أول أمره» وهو أوجه، وما جاء في «آ» موافق لما في «الشقائق النعمانية» مصدر المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>