للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمان وثمانين وسبعمائة]

فيها تمّت عمارة المدرسة البرقوقية بمصر بين القصرين، وكان القائم في عمارتها جركس الخليلي، وقال في ذلك ابن العطّار:

قد أنشأ الظّاهر السّلطان مدرسة ... فاقت على إرم مع سرعة العمل

يكفي الخليليّ أن جاءت لخدمته ... شمّ الجبال لها تأتي على عجل

ونزل إليها السلطان برقوق في ثاني عشر شهر رجب وقرّر أمورها ومدّ بها سماطا عظيما، ونقل أولاده ووالده من الأماكن التي دفنوا بها إلى القبة التي أنشأها بها، وقرّر فيها علاء الدّين السّراي مدرس الحنفية بها وشيخ الصّوفية فيها، والشيخ أوحد الدّين الرّومي مدرّس الشافعية، والشيخ شمس الدّين بن مكين مدرّس المالكية، والشيخ صلاح الدّين بن الأعمى مدرّس الحنابلة، والشيخ أحمد زاده العجمي مدرّس الحديث، والشيخ فخر الدّين الضّرير إمام الجامع الأزهر مدرّس القراءات، فلم يكن فيهم من هو فائق في فنّه على غيره من الموجودين غيره. قاله ابن حجر [١] .

وفيها في شعبانها توفي أمير مكّة الشّهاب أحمد بن عجلان بن رميثة بن نمي الحسيني [٢] . واستقرّ ولده محمد بن أحمد، فعمد كبيش بن عجلان إلى أقاربه فكحلهم منهم أحمد بن ثقبة وولده، وحسن بن ثقبة، ومحمد بن عجلان، ففرّ


[١] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ٢١٣- ٢١٦) .
[٢] انظر «العقد الثمين» (٣/ ٨٧- ٩٦) و «إنباء الغمر» (٢/ ٢٢٣ و ٢٢٧) و «الدّرر الكامنة» (١/ ٢٠١) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ٣٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>