للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ست وعشرين وستمائة]

فيها سلّم الكامل القدس الشريف لملك الفرنج بعد أن كاتبه الأنبرور ملكهم في العام الماضي يقول: أنا عتيقك وتعلم أني أكبر مغول الفرنج، وأنت كاتبتني بالمجيء، وقد علم البابا والملوك باهتمامي، فإن رجعت خائبا انكسرت حرمتي، وهذه القدس هي أصل دين النصرانية، وأنتم قد خرّبتموها، وليس لها دخل طائل، فإن رأيت أن تنعم عليّ بقبضة البلد ليرتفع رأسي بين الملوك، وأنا ألتزم بحمل دخلها لك. فلان له وسلّمه إياها في هذا العام، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. ثم أتبع فعله هذا بحصار دمشق وأذيّة الرّعية. وجرت بين عسكره وعسكر النّاصر وقعات، وقتل جماعة في غير سبيل الله، وأحرقت الخانات، ودام الحصار أشهرا، ثم وقع الصّلح في شعبان، ورضي الناصر بالكرك ونابلس فقط، ثم سلّم دمشق إلى أخيه الأشرف بعد شهر، وأعطاه الأشرف حرّان، والرّقّة، والرّها، وغير ذلك.

وفيها توفي أبو القاسم بن صصرى، مسند الشام، شمس الدّين، الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد التّغلبي الدّمشقي الشّافعي [١] .


[١] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (٣/ ٢٤٠- ٢٤١) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٢٨٢- ٢٨٤) و «تاريخ الإسلام» (٦٣/ ٢٢٨- ٢٣٠) و «العبر» (٥/ ١٠٥) وقد تحرفت لفظة «الحسين» إلى «الحسن» في «آ» و «ط» وصححتها من المصادر المذكورة في أعلى التعليق.

<<  <  ج: ص:  >  >>