للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمان وتسعين ومائة]

في المحرم ظفر طاهر بن الحسين- بعد أمور يطول شرحها- بالأمين، فقتله. ونصب رأسه على رمح، وكان مليحا، أبيض، جميل الوجه، طويل القامة، عاش سبعا وعشرين سنة. واستخلف ثلاث سنين وأياما. وخلع في رجب سنة ست وتسعين، وحارب سنة ونصفا، وهو ابن زبيدة بنت جعفر بن المنصور، وكان مبذّرا للأموال، قليل الرّأي، كثير اللّعب، لا يصلح للخلافة سامحه الله ورحمه. قاله في «العبر» [١] .

وكتبت زبيدة إلى المأمون تحرّضه على قتل طاهر بن الحسين قاتل ابنها الأمين، فلم يلتفت إليها، فكتبت إليه ثانية بقول أبي العتاهية:

ألا إنّ ريب الدّهر يدني ويبعد ... ويؤنس بالألّاف طورا ويفقد

أصابت لريب الدّهر منّي يدي يدي ... فسلّمت للأقدار والله أحمد

فقلت لريب الدّهر إن ذهبت يد ... فقد بقيت والحمد لله لي يد

إذا بقي المأمون لي فالرّشيد لي ... ولي جعفر لم يفقدا ومحمّد [٢]

تعني بجعفر أباها، وبمحمد ابنها الأمين.


[١] (١/ ٣٢٥) .
[٢] الأبيات في تكلمة «ديوانه» ص (٥١٨- ٥١٩) من كتاب «أبو العتاهية أشعاره وأخباره» للدكتور شكري فيصل رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>