فيها توفي أبو القاسم الفضل بن عبد الله المحب، الواعظ النيسابوري، آخر أصحاب أبي الحسين الخفّاف موتا. روى عن العلويّ وغيره.
وفيها أبو الفتيان بن حيّوس، الأمير مصطفى الدولة، محمد بن سلطان بن محمد بن حيّوس بن محمد بن المرتضى بن محمد بن القاسم بن عثمان، اللّغوي الشاعر المشهور. كان يدعى بالأمير، لأن أباه كان من أمراء العرب، وهو من فحول الشعراء الشاميين المجيدين. له ديوان شعر كبير.
لقي جماعة من الملوك والأكابر، ومدحهم وأخذ جوائزهم، وكان منقطعا إلى بني مرداس أصحاب حلب، وله فيهم قصائد نفيسة، وكان قد أثرى وحصلت له نعمة ضخمة من بني مرداس فبنى دارا بمدينة حلب وكتب على بابها من شعره:
دار بنيناها وعشنا بها ... في نعمة من آل مرداس
قوم نفوا بؤسي ولم يتركوا ... عليّ للأيام من باس
قل لبني الدّنيا ألا هكذا ... فليصنع النّاس مع النّاس
ومن غرر قصائده السائرة قوله من قصيدة:
هو ذاك ربع المالكية فاربع ... واسأل مصيفا عافيا عن مربع